الجهل واعترض من الفتنة وانتقاص من البرم وعمى عن الحق وانتشار من الخوف واعتساف من الجور وامتحاق من الدين وتلظى من الحروب وعلى حين اصفرار من رياض جنات الدنيا ويبوس من أغصانها وانتشار من ورقها ويأس من ثمرها واغورار من مائها، فقد درست اعلام الهدى وظهرت اعلام الردى والدنيا متهجمة (1) في وجوه أهلها متكفهرة مدبرة غير مقبلة ثمرتها الفتنة وطعامها الجيفة وشعارها الخوف ودثارها السيف قد مزقهم كل ممزق فقد أعمت عيون أهلها واظلمت عليهم أيامها قد قطعوا أرحامهم وسفكوا دمائهم ودفنوا في التراب الموؤودة بينهم من أولادهم يجتاز دونهم طيب العيش ورفاهته، خوط (2) لا يرجون من الله ثوابا ولا يخافون الله عقابا حيهم أعمى نجس ميتهم في النار مبلس فجاءهم النبي صلى الله عليه وآله بنسخة ما في الصحف الأولى وتصديق الذي بين يديه وتفصيل الحلال وبيان الحرام وذلك القرآن فاستنطقوه فلن ينطق لكم، أخبركم عنه ان فيه علم ما مضى وعلم ما يأتي إلى يوم القيامة وحكم ما بينكم وبيان ما أصبحتم فيه مختلفون فلو سألتموني عنه لأخبرتكم عنه لأني أعلمكم ".
وقال رسول الله صلى الله عليه وآله في حجة الوداع في مسجد الخيف " انى فرطكم (3) وانكم واردون على الحوض، حوض عرضه ما بين بصرة وصنعاء، فيه قد حان من فضة عدد النجوم الأواني سائلكم عن الثقلين قالوا يا رسول الله وما الثقلان؟ قال كتاب الله الثقل الأكبر طرف بيد الله وطرف بأيديكم فتمسكوا به لن تضلوا ولن تزلوا والثقل الأصغر عترتي وأهل بيتي فإنه قد نبأني اللطيف الخبير انهما لن يفترقا