وهذا الشخص وان لم يوجد له ذكر في الأصول الرجالية كما ذكره صاحب الذريعة إلا أن ما يدل على علو شأنه وسمو مكانه كونه من أولاد الإمام موسى ابن جعفر عليه السلام ومنتهيا إليه بثلاث وسائط فقط، وقد ذكره غير واحد من كتب الأنساب كبحر الأنساب والمجدي وعمدة الطالب، ومما يرفع غبار الريب عن اعتبار الراوي ركون الأصحاب إلى هذا الكتاب وعملهم به بلا ارتياب فلو كان فيه ضعف لما ركنوا إليه، ولذا قال الحر العاملي رحمه الله في الوسائل، وهو من الذين اخذوا من هذا الكتاب ما لفظه.
" ولم اقتصر فيه على كتب الحديث الأربعة وان كانت اشهر مما سواها بين العلماء، لوجود كتب كثيرة معتمدة من مؤلفات الثقات الاجلاء، وكلها متواترة النسبة إلى مؤلفيها، لا يختلف العلماء، ولا يشك الفضلاء فيها " (الوسائل 1 / 5) وقد عرضت هذا الكتاب قبل نشره على الشيخ الكبير والمجاهد الشهير سماحة العلامة آقا بزرك الطهراني (صاحب الذريعة) دام ظله فأبدى سروره على طبعه ودعا لي على هذا المجهود وكتب التقريظ عليه مع ضعف حاله وارتعاش يده الشريفة، حيث عبر عن هذا الكتاب ب " الأثر النفيس والسفر الخالد المأثور عن الامامين عليهما السلام ".
ولا ريب في أنه عريف هذا الفن وغطريف من غطارفة الزمن فقليله في مقام الاطراء كثير.
وبالجملة انه تفسير رباني، وتنوير شعشعاني، عميق المعاني، قوي المباني عجيب في طوره، بعيد في غوره، لا يخرج مثله إلا من العالم عليه السلام ولا يعقله إلا العالمون، ولم آل جهدا في تصحيحه وتنظيفه من الأغلاط المشحونة فيه فاعتمدت في تصحيحه على اربع نسخ منه: