عشر ما كان مع إبراهيم ثم جاء إلى الصندوق فقال له لابد من أن افتحه فقال إبراهيم عليه السلام عده ما شئت وخذ عشره فقال لابد من أن تفتحه ففتحه فلما نظر إلى سارة تعجب من جمالها فقال لإبراهيم ما هذه المرأة التي هي معك؟ قال هي أختي وإنما عني أخته في الدين، قال (العاشر لست أدعك تبرح من مكانك حتى اعلم الملك بحالك وحالها فبعث رسولا إلى الملك) فامر اجناده فحملت الصندوق إليه فهم بها ومد يده إليها فقالت له أعوذ بالله منك فجفت يده والتصقت بصدره واصابته من ذلك شدة، فقال يا سارة ما هذا الذي أصابني منك؟ فقالت بما هممت به، فقال قد هممت لك بالخير فادعي الله ان يردني إلي ما كنت، فقالت اللهم إن كان صادقا فرده كما كان فرجع إلى ما كان وكانت على رأسه جارية فقال يا ساره خذي هذه الجارية تخدمك وهي هاجر أم إسماعيل عليه السلام فحمل إبراهيم سارة وهاجر فنزلوا البادية على ممر طريق اليمن والشام وجميع الدنيا فكان يمر به الناس فيدعوهم إلى الاسلام وقد كان شاع خبره في الدنيا ان الملك ألقاه في النار فلم يحترق وكانوا يقولون له لا تخالف دين الملك فإنه يقتل من خالفه، وكان إبراهيم كل من يمر به يضيفه وكان على سبعة فراسخ منه بلاد عامرة كثيرة الشجر والنبات والخير وكان الطريق عليهم، فكان كل من يمر بتلك البلاد يتناول من ثمارهم وزروعهم فجزعوا من ذلك فجاءهم إبليس في صورة شيخ فقال لهم أدلكم على ما ان فعلتموه لم يمر بكم أحد، فقالوا ما هو؟ قال من مر بكم فأنكحوه في دبره فاسلبوه ثيابه ثم تصور لهم إبليس في صورة أمرد حسن الوجه جميل الثياب فجاءهم فوثبوا عليه ففجروا به كما أمرهم فاستطابوه فكانوا يفعلونه بالرجال فاستغنى الرجال بالرجال والنساء بالنساء، فشكى الناس ذلك إلى إبراهيم عليه السلام فبعث الله إليهم لوطا يحذرهم وينذرهم فلما نظروا إلى لوط قالوا من أنت؟
قال انا ابن خال إبراهيم الذي ألقاه الملك في النار فلم يحترق وجعلها الله بردا وسلاما وهو بالقرب منكم فاتقوا الله ولا تفعلوا هذا فان الله يهلككم فلم يجسروا