وفرج من عندك " عليه جبرئيل عليه السلام فقال يعقوب الا أعلمك دعوات يرد الله عليك بصرك وابنيك؟ قال نعم قال قل: " يامن لا يعلم أحد كيف هو إلا هو يامن شيد (سد ط) السماء بالهواء وكبس الأرض على الماء واختار لنفسه أحسن الأسماء ائتني بروح منك وفرج من عندك " قال فما انفجر عمود الصبح حتى أوتي بالقميص فطرح عليه فرد الله عليه بصره وولده قال ولما امر الملك بحبس يوسف في السجن ألهمه الله تأويل الرؤيا فكان يعبر لأهل السجن فلما سألاه الفتيان الرؤيا وعبر لهما وقال للذي ظن أنه ناج منهما اذكرني عند ربك ولم يفزع في تلك الحالة إلى الله فأوحى الله إليه من أراك الرؤيا التي رأيتها؟ قال يوسف أنت يا رب قال فمن حببك إلى أبيك؟ قال أنت يا رب، قال فمن وجه إليك السيارة التي رأيتها؟ قال أنت يا رب، قال فمن علمك الدعاء الذي دعوت به حتى جعلت لك من الجب فرجا؟ قال أنت يا رب قال فمن انطق لسان الصبي بعذرك؟ قال أنت يا رب قال فمن ألهمك تأويل الرؤيا؟
قال أنت يا رب، قال فكيف استعنت بغيري ولم تستعن بي وأملت عبدا من عبيدي ليذكرك إلى مخلوق من خلقي وفي قبضتي ولم تفزع إلي ولبثت السجن بضع سنين! فقال يوسف: " أسئلك بحق آبائي وأجدادي عليك إلا فرجت عني " فأوحى الله إليه يا يوسف وأي حق لآبائك وأجدادك علي؟ إن كان أبوك آدم خلقته بيدي ونفخت فيه من روحي وأسكنته جنتي وأمرته ان لا يقرب شجرة منها فعصاني وسألني فتبت عليه، وإن كان أبوك نوح انتجبته من بين خلقي وجعلته رسولا إليهم فلما عصوا دعاني فاستجبت له وأغرقتهم وأنجيته ومن معه في الفلك، وإن كان أبوك إبراهيم اتخذته خليلا وأنجيته من النار وجعلتها بردا وسلاما، وإن كان أبوك يعقوب وهبت له اثنى عشر ولدا فغيبت عنه واحدا فما زال يبكي حتى ذهب بصره وقعد في الطريق يشكوني إلى خلقي فأي حق لآبائك