وقوله (إنما جعل السبت على الذين اختلفوا فيه. الآية) وقد كتبنا خبره في سورة الأعراف وقوله (وجاد لهم بالتي هي أحسن) قال بالقرآن وفي رواية أبى الجارود عن أبي جعفر في قوله " ان إبراهيم كان أمة قانتا لله حنيفا " وذلك أنه كان على دين لم يكن عليه أحد غيره فكان أمة واحدة وإنما قال قانتا فالمطيع واما الحنيف فالمسلم قال وما كان من المشركين واما قوله (إنما جعل السبت على الذين اختلفوا فيه وان ربك ليحكم بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون) وذلك أن موسى امر قومه ان يتفرغوا إلى الله في كل سبعة أيام يوما يجعله الله عليهم وهم الذين اختلفوا فيه واما قوله (وان عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به ولئن صبرتم لهو خير للصابرين) وذلك أن المشركين يوم أحد مثلوا بأصحاب النبي صلى الله عليه وآله الذين استشهدوا، منهم حمزة فقال المسلمون اما والله لان أولانا الله عليهم لنمثلن بأخيارهم، فذلك قول الله " وان عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به " يقول بالأموات: " ولئن صبرتم لهو خير للصابرين ".
لقد تم - بحول الله وقوته - الجزء الأول من الكتاب المستطاب " تفسير القمي " تصحيحا وتعليقا بيد العبد المذنب السيد طيب الموسوي الجزائري في يوم السابع من ذي الحجة الحرام من سنة ثلاثمائة وست وثمانين بعد الألف الهجرية ويتلوه إن شاء الله الجزء الثاني أوله سورة بني إسرائيل.