تفسير القمي - علي بن إبراهيم القمي - ج ١ - الصفحة ٣٥١
مجتمعة؟ قال يعقوب فأسألك بآله إبراهيم واسحق ويعقوب هل عرض عليك في الأرواح روح يوسف فقال لا فعند ذلك علم أنه حي فقال لولده (اذهبوا فتحسسوا من يوسف وأخيه ولا تيئسوا من روح الله انه لا ييئس من روح الله إلا القوم الكافرون) فكتب عزيز مصر إلى يعقوب: اما بعد فهذا ابنك قد اشتريته بثمن بخس دراهم معدودة وهو يوسف واتخذته عبدا وهذا ابنك بنيامين وقد وجدت متاعي عنده واتخذته عبدا، فما ورد على يعقوب شئ أشد عليه من ذلك الكتاب فقال للرسول مكانك حتى أجيبه فكتب إليه يعقوب عليه السلام بسم الله الرحمن الرحيم من يعقوب إسرائيل الله ابن إسحاق بن إبراهيم خليل الله اما بعد فقد فهمت كتابك تذكر فيه انك اشتريت ابني واتخذته عبدا وان البلاء موكل ببني آدم ان جدي إبراهيم ألقاه نمرود ملك الدنيا في النار فلم يحترق وجعلها الله عليه بردا وسلاما وان أبى اسحق (1) امر الله تعالى جدي

(١) قال جدي السيد الجزائري رحمه الله في قصص الأنبياء: " اختلف علماء الاسلام في تعيين الذبيح هل هو إسماعيل أو اسحق (ع) فذهبت الطائفة المحقة من أصحابنا وجماعة من العامة إلى أنه إسماعيل (ع) والأخبار الصحيحة دالة عليه مع دلالة غيرها من الآيات ودلائل العقل، وذهب طائفة من الجمهور إلى أنه اسحق (ع) وبه اخبار واردة من الطرفين، وطريق تأويلها اما ان تحمل على التقية، واما حملها على ما قاله الصدوق (رح) صار ذبيحا بالنية والتمني قال الصدوق (رح) في العيون:
" قد اختلفت الروايات في الذبح، فمنها ما ورد بأنه إسماعيل، ومنها ما ورد بأنه اسحق (ع) ولا سبيل إلى رد الاخبار متى صح طرقها وكان الذبيح إسماعيل عليه السلام لكن اسحق لما ولد بعد ذلك تمنى انه هو الذي امر أبوه بذبحه فكان يصبر لامر الله كصبر أخيه فينال بذلك درجته في الثواب، فعلم الله عز وجل من قلبه فسماه بين ملائكته ذبيحا لتمنيه ذلك " ثم حمل رحمه الله قول النبي صلى الله عليه وآله: " انا ابن الذبيحين " على ذلك (أقول) ان بعض الروايات المعتبرة كرواية هذا التفسير وغيره آب عن الحمل فإنها مصرحة بذبح اسحق حقيقة لا مجازا وفداه بكبش، فعليه لا مجال إلى ما ذهب إليه الصدوق رحمه الله من الحمل فاما ان تحمل هذه الروايات - كما قال جدي رح - على التقية أو على تعدد الواقعة. ج. ز
(٣٥١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 346 347 348 349 350 351 352 353 354 355 356 ... » »»
الفهرست