تستحق أن تدخل في نطاق بحث علمي جاد. وأما المخترعات القديمة أو الحديثة التي شحنت بها المصادر الشيعية والتي تنسب إلى الرسول صلى الله عليه وسلم أو إلى أئمة أهل البيت من خلال العلوم السرية التي اختص بها أهل البيت في زعمهم أو الجفر أو كتب الأمم السابقة أو الكشوفات أو المغيبات التي اطلعوا عليها في زعمهم، وتروى بأسانيد مكذوبة تارة وبدون أسانيد تارات وتارات، فإنها أكثر من أن تحصر وأهون من أن تذكر، ولا سيما ما ورد منها في صاحب السرداب وولادته المزعومة وغيبة وما ورد من أوصافه وخوارقه الكثيرة. وإن مجرد جمعها يحتاج إلى رسائل لا إلى رسالة واحدة ولا يمكن أن نلتفت إليها ولا يتسع وقتنا لذلك.
ولقد شحن صاحب ينابيع المودة (1) كتابه من مثل هذه الروايات التي ليس لها خطم ولا أزمة ويسوقها بدون أسانيد إلا ما هو أندر من النادر ويأخذ من مصادر الله أعلم بحالها. والكتاب مع طوله وكبر حجمه لا يمكن أن يوثق به في نقوله لأنه ملئ بأخطاء فاحشة بحيث يسبق إلى القلب أنها مكذوبة مزورة عن قصد وعمد، وأكتفي هنا بذكر مثال واحد.
فقد ذكر حديث: " لن تهلك أمة أنا أولها وعيسى ابن مريم آخرها والمهدي في وسطها ". فعزاه إلى الشيخين والترمذي والنسائي وأحمد، وزعم أنه أخذه عن السيوطي في الجامع الصغير من حديث جابر (2).
وليت شعري في أي نسخة من نسخ الصحيحين والكتب المذكورة توجد وليت شعري في أي نسخة من نسخ الصحيحين والكتب المذكورة توجد هذه الرواية، هذا مع أن السيوطي إنما عزاه إلى أبي نعيم في أخبار المهدي فقط، وهو من حديث ابن عباس لا حديث جابر، وضعفه