قال تعالى: (وما ينطق عن الهوى (٣) إن هو إلا وحى يوحى ﴿٤)﴾ (١).
ومن ثم وجبت علينا طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم في الجميع: (من يطع الرسول فقد أطاع الله ومن تولى فما أرسلناك عليهم حفيظا ﴿٨٠﴾ (٢).
(وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول واحذروا فإن توليتم فاعلموا أنما على رسولنا البلغ المبين ﴿٩٢)﴾ (٣).
ولذلك أمر المسلمون بالتبليغ عن النبي صلى الله عليه وسلم فقال صلى الله عليه وسلم، " نضر الله امرءا سمع مقالتي فوعاها وحفظها وبلغها فرب حامل فقه إلى من هو أفقه منه " (٤). وقال: " فليبلغ الشاهد الغائب " (٥).
ولما كان الله تعالى قد تكفل حفظ هذه الشريعة وبقاءها: (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون ﴿٩)﴾ (6) فقد قيض لها رجالا صالحين أخلصوا دينهم لله تعالى وبذلوا قصارى جهودهم في حفظ كتاب الله تعالى وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم حتى انتقل إلينا كتاب الله تعالى غضا طريا حفظه الآلاف المؤلفة في كل جيل كابرا عن كابر، ووصلت إلينا السنة النبوية الطاهرة محفوظة في الصدور ومقيدة في السطور. وقد تصدى لها رجال لا يحصى عددهم إلا الله تعالى فوقفوا حياتهم لجمع أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم وحفظها وروايتها وتحقيقها وتمحيصها بكل أمانة وديانة وإخلاص وبلغوها إلينا بالأسانيد التي وصلت إليهم بها.