السيوطي بنفسه (1). وفي الكتاب أمثلة كثيرة من هذا القبيل، ولا ندري إلى من يرجع الفضل في هذا الاختلاق؟ هل إلى المؤلف نفسه أم إلى أولئك الذين قاموا بنشر الكتاب المذكور (2)؟ فإن كان هذا حالهم في كتب لا يكاد يخلو منها بيت من بيوت علماء المسلمين ومكتبة من المكتبات الاسلامية في مشارق الأرض ومغاربها، فإن كان هؤلاء لا يتورعون من الكذب عليها، فما بالك بالكتب النادرة أو المخطوطات التي لم تر النور بعد، ثم ما بالك بالكتب التي ألفها هؤلاء بأنفسهم لاقناع أتباعهم وما شحنوها به من أسانيد مخترعة على أهل البيت وغيرهم من الأقوال المنسوبة إلى الرسول صلى الله عليه وسلم أو إلى الصحابة أو إلى أئمة أهل البيت، مثل كتب الموفق الخوارزمي (3) وغيره. كل هذه وتلك والتي أكثر من إيرادها صاحب " ينابيع المودة " في كتابه (4) لا يمكن أن تدخل في نطاق بحث علمي قائم على الموضوعية والتجرد والتمسك بالقواعد والمبادئ العلمية، ولذلك أكتفي بالإشارة إليها هنا وأعرضت عن إيرادها في صفحات هذا الكتاب.
(١٤)