وبعد الفراغ من جمع الأحاديث والآثار بدأت أبحث في أسانيدها للتمييز بين صحيحها وضعيفها مستعينا بالقواعد التي قررها المحدثون وأئمة النقد قدر استطاعتي. وسيرى القارئ الكريم كل هذا في الصفحات القادمة من هذا الكتاب.
وكنت أهدف في هذا الكتاب إلى أمرين:
1 - دراسة هذه الفكرة من أساسها، وهل لها أصل أم لا؟
2 - إن كان لها أصل فما هو الحد الذي يجب أن نقف عنده من بين هذا الخضم من الروايات والأقوال.
ولكن كان الموضوع في الوقت نفسه مترامي الأطراف، متعدد الجوانب ذا ثلاث شعب. فهو من جهة يتعلق بالحديث والسنة وذلك لمعرفة أصلها من عدمه وتحديد شخصية المهدي وأوصافه ومميزاته الثابتة من غيرها وهو كذلك يتعلق بالعقائد والفرق لأن هذه الفكرة قد دخلت في عقائد فرق مختلفة ولهم فيها تفاصيل وتفريعات، ذكرت في مصادرها واختلافهم كثير في تعيين المراد بها. وهو في الوقت ذاته يتعلق بالتاريخ وذلك لمعرفة المحاولات المتكررة من قبل أشخاص أرادوا استغلال هذه الفكرة لتحقيق أحلامهم من السيطرة على الناس والسلطة تحت شعار من القدسية البراقة وما كانت لحركاتهم من آثار ومضاعفات في الأمة الاسلامية عبر القرون المختلفة. والامر الثاني والثالث لم يكن يتعلق باختصاصي كطالب في فرع الكتاب والسنة ولكن تكملة للموضوع وأداء لحقه تعرضت لهاتين الناحيتين أيضا في المقدمة ولكن بإيجاز بالغ. ولذلك رتبت الكتاب على مقدمة وأربعة أبواب وخاتمة كما يلي:
1 - المقدمة.
* وذكرت فيها بإيجاز: معنى المهدي لغة واصطلاحا.
* المنكرون لفكرة المهدية من المتقدمين والمتأخرين.