وأراد بابن عبد الله: عمرو بن عبد ود، وهو عمرو بن عبد أبي قيس بن عبد ود ابن نضر بن مالك بن حنبل بن عامر بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر ابن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن الياس بن مضر، ويقال له ذو الندى، وهو فارس يليل، وكان فارس قريش، وكان يعد بألف فارس، حتى إذا كانوا بيليل عرضت لهم بنو بكر بن عبد مناة بن كنانة في عدد، فقال لأصحابه: امضوا فمضوا، وقام في وجوه أصحابه حتى منعهم من أن يصلوا إليهم فعرف بذلك.
ويليل واد قريب من بدر، يدفع إلى بدر.
فلما حضر الأحزاب الخندق، أمر النبي بحفر الخندق، وكان أشار بذلك سلمان الفارسي. فلما رأته العرب قالت: مكيدة فارسية، وامتنعت العرب من أن تعبره، فكان ممن طفره عمرو بن عبد ود، وضرار بن الخطاب الفهري، وعكرمة ابن أبي جهل، ونوفل بن عبد الله بن المغيرة. وفي ذلك يقول الشعراء:
عمرو بن ود كان أول فارس * جزع المذاد وكان فارس يليل ولما عبر عمرو الخندق، دعا إلى البراز وقال:
ولقد بححت من النداء * بجمعهم هل من مبارز؟
ووقفت إذ جبن الشجاع * بموقف البطل المناجز إني كذلك لم أزل * متسرعا نحو الهزاهز إن السماحة والشجاعة * في الفتى خير الغرائز فأحجم المسلمون عنه فلم يخرج إليه أحد، فقال النبي صلى الله عليه وآله: أين علي؟
فجاء إليه، فأمره بالخروج إليه، ودفع إليه ذا الفقار سيفه، ويقال إنه هبط به جبريل عليه السلام، ويقال إن جبريل هبط بجريدة من الجنة فهزها النبي صلى الله عليه وآله فتحولت سيفا، فسلمه إلى علي عليه السلام وأمره بالبروز إلى عمرو بن ود، فلما توجه إليه قال النبي (صلى الله عليه وآله): خرج الإسلام سائره إلى الكفر سائره، فدعاه علي إلى