وفي أذكار النووي: عن سهل بن عبد الله التستري أحد أفراد هذه الأمة وعبادها أنه كان يأتي أبا داود السجستاني صاحب السنن ويقول أخرج لي لسانك الذي تحدث به حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم لأقبله، فيقبله.
وعن إبراهيم بن أدهم قال أن الله ليدفع البلاء عن هذه الأمة برحلة أصحاب الحديث.
وأخرج الشيخ أبو الفتح نصر بن إبراهيم المقدسي في كتاب الحجة على تارك المحجة بسنده إلى أحمد بن حنبل أنه قيل له: هل لله في الأرض أبدال؟ فقال نعم. قيل من هم؟ قال إن لم يكن أصحاب الحديث هم الأبدال فما أعرف لله أبدالا.
وفي العهود المحمدية كان سفيان الثوري وابن عيينة وعبد الله بن سنان يقولون لو كان أحدنا قاضيا لضربنا بالجريد فقيها لا يتعلم الحديث ومحدثا لا يتعلم الفقه اه (1).
وفي الفتوحات المكية لابن العربي الحاتمي رحمه الله أن العالم لا يطلق يوم القيامة إلا على المحدث وأما غيره فيتميز بعمله إن كان له عمل ويحشر في عموم الناس وأما أهل الحديث فيحشرون مع الرسل وهم ورثة الأنبياء وأطال في ذلك فانظره ويروى مرفوعا: " اللهم ارحم خلفائي قيل ومن هم قال الذين يأتون من بعدي يروون أحاديثي وسنتي " (2).
وفي الحديث المتواتر كما يأتي " نضر الله امرءا سمع مقالتي فوعاها فأداها كما سمعها ".
دعا له بالنضرة وهي البهجة والحسن.
قال ابن عيينة ليس أحد من أهل الحديث الا وفي وجهه نضرة لهذا الحديث.
وقد كان بعض الأئمة الكبار إذا رأى أصحاب الحديث ينشد ويقول:
أهلا وسهلا بالذين أحبهم * وأودهم في الله ذي الآلاء