كشف اللثام (ط.ج) - الفاضل الهندي - ج ٥ - الصفحة ٢٠٦
التنقيح (1) وشرح الإرشاد لفخر الاسلام (2)، على أن يكون واحد المسالح، وهي الثغور والمراقب، وكأنها مأخوذة من السلاح لآلة الحرب. قالوا: ومنها ما روي:
كان أدنى مسالح فارس إلى العرب العذيب، ولكن المعروف في مفردها المسلحة، ويمكن أن يكون المسلح من السلح محركة، وهو ماء السماء في الغدران كما قال ابن شميل وإن أنكره الأزهري (3).
وقيل: إنه بإعجام الحاء لنزع الثياب فيه للاحرام (4).
ودليل الأفضلية الأخبار والاجماع كما هو الظاهر، وأنه إذا أحرم منه طال زمان إحرامه، فعظم أجره وكثر ثوابه. لكن قال الصادق عليه السلام في حسن معاوية بن عمار: أول العقيق بريد البعث، وهو دون المسلخ بستة أميال مما يلي العراق وبينه وبين غمرة أربعة وعشرون ميلا بريدان (5). يعني عليه السلام بين بريد البعث وبين غمرة كما ينطق به حسن آخر له عنه عليه السلام (6).
وما مر من صحيح عمر بن يزيد (7) ومرسل الصدوق (8) عنه عليه السلام، ولا ينافي ذلك أفضلية الاحرام من المسلخ، لكن الأخبار نصت على أفضلية من أول العقيق (9).
ويجوز اختلاف المسالخ باختلاف الأزمنة، وكذا بريد البعث، ثم لا خفاء في أن الاحتياط في التأخير هذا القدر جمعا بين الأخبار والاحتمالات، وتحصيلا ليقين البراءة، ولذا قطع به الأصحاب.

(١) التنقيح الرائع: ج ١ ص ٠٤٤٦ (٢) لا يوجد لدينا.
(٣) تهذيب اللغة: ج ٤ ص ٣١١ مادة " سلح ".
(٤) الظاهر أنه في مسالك الأفهام: ج ١ ص ١٠٣ س ٣٤.
(٥) وسائل الشيعة: ج ٨ ص ٢٢٥ ب ٢ من أبواب المواقيت ح ٢.
(٦) المصدر السابق ح ١.
(٧) وسائل الشيعة: ج ٨ ص ٢٢٣ ب ١ من أبواب المواقيت ح ٦.
(٨) من لا يحضره الفقيه: ج ٢ ص ٣٠٤ ح ٢٥٢٦.
(٩) وسائل الشيعة: ج ٨ ص ٢٢٧ ب 2 من أبواب المواقيت.
(٢٠٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 201 202 203 204 205 206 207 208 209 210 211 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة