التنقيح قوله إنه عليه السلام مات ولعمر تسع سنين بعيد وإن كان قد قاله الكلاباذي وغيره فان بن عبد البر قال إنه ولد في السنة الثانية من الهجرة إلى الحبشة ويقوي هذا ما أخرجه مسلم في صحيحه عن عمر بن أبي سلمة أنه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم أيقبل الصائم فقال عليه السلام سل هذه فأخبرته أم سلمة أنه عليه السلام يصنع ذلك فقال عمر يا رسول الله قد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر فقال أما والله إني لأتقاكم لله وأخشاكم له انتهى وظاهر هذا أن عمر كان كبيرا وقد قيل إن عمر المقول له زوج رسول الله صلى الله عليه وسلم هو عمر بن الخطاب والمعنى أنها رضيت والمزوج لها هو سلمة بن أبي سلمة يدل عليه ما رواه سعيد بن يحيى الأموي حدثني أبي ثنا محمد بن إسحاق عن عبد الله بن أبي نجيح وعن أبان بن صالح عن عطاء بن أبي رباح ومجاهد عن بن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم زوج ابنه حمزة بن عبد المطلب سلمة بن أبي سلمة فماتا قبل أن يجتمعا فكان عليه السلام يقول هل حزنت سلمة وهو كان زوج رسول الله صلى الله عليه وسلم أمه انتهى وروى بن سعد في الطبقات في ترجمة أم سلمة أخبرنا عبد الله بن نمير ثنا أبو حيان التيمي عن حبيب بن أبي ثابت قال قالت أم سلمة لما انقضت عدتي من أبي سلمة أتاني رسول الله صلى الله عليه وسلم فكلمني بينه وبيني حجاب فخطب إلي نفسي فقلت يا رسول الله إني امرأة أدبر مني سني وإني أم أيتام وإني امرأة شديدة الغيرة فقال عليه السلام أما ما ذكرت من غيرتك فسيدفعها الله وأما ما ذكرت من أيتامك فعلى الله وعلى رسوله قالت فأذنت له في نفسي فتزوجني انتهى وهذا متن غريب حديث آخر أخرجه أبو داود في كتاب القضاء عن بن إسحاق حدثني وهب بن كيسان عن جابر بن عبد الله أنه سمعه يقول أردت الخروج إلى خيبر فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فسلمت عليه وقلت له إني أردت الخروج إلى خيبر فقال إذا أتيت وكيلي فخذ منه خمسة عشر وسقا فان ابتغى منك آية فضع يدك على ترقوته انتهى وأعله بن القطان بابن إسحاق وأنكر على عبد الحق سكوته عنه فهو صحيح عنده
(١١٥)