استضفناكم فلم تضيفونا لا نرقى حتى تجعلوا لنا جعلا فصالحوهم على قطيع من الغنم فانطلق فجعل يتفل عليه ويقرأ الحمد لله رب العالمين يعني فاتحة الكتاب حتى برأ فكأنما نشط من عقال فقام يمشي ما به قلبة فوفوهم جعلهم فقال بعضهم اقتسموا فقال الذي رقى لا تفعلوا حتى نأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم فنذكر له الذي كان فننظر ما يأمرنا به فغدوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكروا له ذلك فقال أصبتم اقتسموا واضربوا لي معكم بسهم انتهى رضي الله تعالى عنه حديث آخر أخرجه البخاري في كتاب الطب عن بن أبي مليكة عن بن عباس أن نفرا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم مروا بماء فيهم لديغ فعرض لهم رجل من أهل الماء فقال هل فيكم من راق فان في الماء رجلا لديغا أو سليما فانطلق رجل منهم فقرأ بفاتحة الكتاب على شاء فجاء بالشاء إلى الصحابة فكرهوا ذلك وقالوا أخذت على كتاب الله أجرا حتى قدموا المدينة فقالوا يا رسول الله أخذ على كتاب الله أجرا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان أحق ما أخذتم عليه أجرا كتاب الله انتهى ووهم بن الجوزي في التحقيق فعزاه للصحيحين وهو من مفردات البخاري نبه عليه صاحب التنقيح قال بن الجوزي وقد أجاب أصحابنا عن هذين الحديثين بثلاثة أجوبة أحدهما أن القوم كانوا كفارا فجاء أخذ أموالهم والثاني أن حق الضيف واجب ولم يضيفوهم والثالث ان الرقية ليست بقربة محضة فجاز أخذ الأجرة عليها انتهى قال القرطبي في شرح مسلم ولا نسلم أن جواز الاجر في الرقي يدل على جواز التعليم بالاجر والحديث إنما هو في الرقية والله أعلم الحديث الخامس وفي آخر ما عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم عثمان بن أبي العاص وان اتخذت مؤذنا فلا تأخذ على الاذان أجرا قلت أخرجه أصحاب السنن الأربعة بطرق
(٢٩٦)