ان نسي عن جنادة بن أبي أمية عن عبادة بن الصامت قال كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا قدم الرجل مهاجرا دفعه إلى رجل منا يعلمه القرآن فدفع إلي رجلا كان معي وكنت أقرأته القرآن فانصرفت يوما إلى أهلي فرأى أن عليه حقا فأهدى إلي قوسا ما رأيت أجود منها عودا ولا أحسن منها عطافا فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فاستفتيته فقال جمرة بين كتفيك تقلدتها أو تعلقتها انتهى وأخرجه الحاكم في المستدرك في كتاب الفضائل عن أبي المغيرة عبد القدوس بن الحجاج عن بشر بن عبد الله بن يسار به سندا ومتنا وقال حديث صحيح الاسناد ولم يخرجاه وأما حديث أبي بن كعب فأخرجه بن ماجة في التجارات عن ثور بن يزيد حدثني عبد الرحمن بن سلم عن عطية الكلاعي عن أبي بن كعب قال علمت رجلا القرآن فأهدى إلي قوسا فذكرت ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال إن أخذتها أخذت قوسا من نار قال فرددتها انتهى قال البيهقي في المعرفة في كتاب النكاح هذا حديث اختلف فيه على عبادة بن نسي فقيل عنه عن جنادة بن أبي أمية عن عبادة بن الصامت وقيل عنه عن الأسود بن ثعلبة عن عبادة وقيل عن عطية بن قيس عن أبي بن كعب ثم إن ظاهره متروك عندنا وعندهم فإنه لو قبل الهدية وكانت غير مشروطة لم يستحق هذا الوعيد ويشبه أن يكون منسوخا بحديث بن عباس وحديث الخدري وأبو سعيد الإصطخري من أصحابنا ذهب إلى جواز الاخذ فيه على مالا يتعين فرضه على معلمه ومنعه فيما يتعين عليه تعليمه وحمل على ذلك اختلاف الآثار وقد روى عن عمر بن الخطاب انه كان يرزق المعلمين ثم أسند عن إبراهيم بن سعد عن أبيه أن عمر بن الخطاب كتب إلى بعض عماله أن أعط الناس على تعليم القرآن انتهى كلامه وقال بن القطان في كتابه حديث أبي
(٢٩٤)