شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ١٧ - الصفحة ١٣٦
أو ليعلم ملائكته ورسله، فحذف المضاف، وقد سبق ذكر شئ يناسب ذلك فيما تقدم، قال: " ولسنا للدنيا خلقنا " أي لم نخلق للدنيا فقط.
قال: " ولا بالسعي فيها أمرنا "، أي لم نؤمر بالسعي فيها لها، بل أمرنا بالسعي فيها لغيرها.
ثم ذكر أن كل واحد منه ومن معاوية مبتلى بصاحبه، وذلك كابتلاء آدم بإبليس وإبليس بآدم.
قال: " فغدوت على طلب الدنيا بتأويل القرآن "، أي تعديت وظلمت، و " على " هاهنا متعلقة بمحذوف دل عليه الكلام، تقديره مثابرا على طلب الدنيا أو مصرا على طلب الدنيا، وتأويل القرآن ما كان معاوية يموه به على أهل الشام فيقول لهم: أنا ولى عثمان، وقد قال الله تعالى: (ومن قتل مظلوما فقد جعلنا لوليه سلطانا (1)). ثم يعدهم الظفر والدولة على أهل العراق بقوله تعالى: (فلا يسرف في القتل إنه كان منصورا (1)).
قوله: " وعصبته أنت وأهل الشام "، أي ألزمتنيه كما تلزم العصابة الرأس، " وألب عالمكم جاهلكم "، أي حرض.
والقياد: حبل تقاد به الدابة.
قوله: واحذر أن يصيبك الله منه بعاجل قارعة، الضمير في " منه " راجع إلى الله تعالى، " ومن " لابتداء الغاية.
.

(١٣٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 131 132 133 134 135 136 137 138 139 140 141 ... » »»
الفهرست