شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ١٢ - الصفحة ٧٥
قال المؤرخون: إن عمر أول من سن قيام رمضان في جماعة وكتب به إلى البلدان وأقام الحد في الخمر ثمانين، وأحرق بيت رويشد الثقفي، وكان نباذا، وأقام في عمله بنفسه. وأول من حمل الدرة وأدب بها. وقيل بعده: كانت درة عمر أهيب من سيف الحجاج.
وهو أول من فتح الفتوح، فتح العراق كله: السواد والجبال وأذربيجان وكور البصرة وكور الكوفة والأهواز وفارس وفتح الشام كلها ما خلا أجنادين فإنها فتحت في خلافة أبى بكر وفتح كور الجزيرة والموصل ومصر والإسكندرية وقتله أبو لؤلؤة وخيله على الري.
وهو أول من مسح السواد ووضع الخراج على الأرض، والجزية على جماجم أهل الذمة فيما فتحه من البلدان، وبلغ خراج السواد في أيامه مائة ألف ألف درهم وعشرين ألف ألف درهم بالوافية، وهي وزن الدينار من الذهب. وهو أول من مصر الأمصار وكوف الكوفة (1) وبصر البصرة، وأنزلها العرب، وأول من استقضى القضاة في الأمصار وأول من دون الدواوين وكتب الناس على قبائلهم وفرض لهم الأعطية، وهو أول من قاسم العمال وشاطرهم أموالهم وكان يستعمل قوما ويدع أفضل منهم لبصرهم بالعمل وقال أكره أن أدنس هؤلاء بالعمل وهو الذي هدم مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله، وزاد فيه وأدخل دار العباس فيما زاد. وهو الذي أخرج اليهود من الحجاز، وأجلاهم عن جزيرة العرب إلى الشام. وهو الذي فتح البيت المقدس وحضر الفتح بنفسه. وهو الذي أخر المقام إلى موضعه اليوم، وكان ملصقا بالبيت وحج بنفسه خلافته كلها إلا السنة الأولى فإنه استخلف على الحج عبد الرحمن بن عوف. وهو

(1) في اللسان عن المفضل: يقال: كونوا هذا الرمل، أي نحوه، ومنه سميت الكوفة.
(٧٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 223 - من كلام له عليه السلام في شأن عمر بن الخطاب رضي الله عنه 3
2 نكت من كلام عمر وسيرته وأخلاقه 6
3 خطب عمر الطوال 108
4 عود إلى ذكر سيرته وأخباره 112
5 نبذ من كلام عمر 116
6 أخبار عمر مع عمرو بن معد يكرب 118
7 فصل فيما نقل عن عمر من الكلمات الغريبة 120
8 ذكر الأحاديث الواردة في فضل عمر 177
9 ذكر ما ورد من الخبر عن إسلام عمر 182
10 تاريخ موت والأخبار الواردة بذلك 184
11 فصل في ذكر ما طعن به على عمر والجواب عنه 195
12 الطعن الأول: ما ذكروا عنه من قوله عندما علم بموت الرسول عليه السلام، والجواب عن ذلك 195
13 الطعن الثاني: ما ذكروا من أنه أمر برجم حامل حتى نبهه معاذ، والجواب عن ذلك 202
14 الطعن الثالث: ما ذكروا من خبر المجنونة التي أمر برجمها، والجواب عن ذلك 205
15 الطعن الرابع. ما ذكروه من أنه منع من المغالاة في صدقات النساء، والجواب عن ذلك 208
16 الطعن الخامس: ما ذكروه أنه كان يعطى من بيت المال مالا يجوز، والجواب عن ذلك 210
17 الطعن السادس: ما ذكروه أنه عطل حد الله في المغيرة بن شعبة، والجواب عن ذلك 227
18 الطعن السابع: ما ذكروه أنه كان يتلون في الأحكام، والجواب عن ذلك 246
19 الطعن الثامن: ما ذكروه من قوله في المتعة، والجواب عن ذلك 251
20 الطعن التاسع: ما روى عنه في قصة الشورى، وكونه خرج بها عن الاختيار والنص جميعا، والجواب عن ذلك 256
21 الطعن العاشر: ما ذكروه من قولهم: إنه أبدع في الدين مالا يجوز، والجواب عن ذلك 281