قال المؤرخون: إن عمر أول من سن قيام رمضان في جماعة وكتب به إلى البلدان وأقام الحد في الخمر ثمانين، وأحرق بيت رويشد الثقفي، وكان نباذا، وأقام في عمله بنفسه. وأول من حمل الدرة وأدب بها. وقيل بعده: كانت درة عمر أهيب من سيف الحجاج.
وهو أول من فتح الفتوح، فتح العراق كله: السواد والجبال وأذربيجان وكور البصرة وكور الكوفة والأهواز وفارس وفتح الشام كلها ما خلا أجنادين فإنها فتحت في خلافة أبى بكر وفتح كور الجزيرة والموصل ومصر والإسكندرية وقتله أبو لؤلؤة وخيله على الري.
وهو أول من مسح السواد ووضع الخراج على الأرض، والجزية على جماجم أهل الذمة فيما فتحه من البلدان، وبلغ خراج السواد في أيامه مائة ألف ألف درهم وعشرين ألف ألف درهم بالوافية، وهي وزن الدينار من الذهب. وهو أول من مصر الأمصار وكوف الكوفة (1) وبصر البصرة، وأنزلها العرب، وأول من استقضى القضاة في الأمصار وأول من دون الدواوين وكتب الناس على قبائلهم وفرض لهم الأعطية، وهو أول من قاسم العمال وشاطرهم أموالهم وكان يستعمل قوما ويدع أفضل منهم لبصرهم بالعمل وقال أكره أن أدنس هؤلاء بالعمل وهو الذي هدم مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله، وزاد فيه وأدخل دار العباس فيما زاد. وهو الذي أخرج اليهود من الحجاز، وأجلاهم عن جزيرة العرب إلى الشام. وهو الذي فتح البيت المقدس وحضر الفتح بنفسه. وهو الذي أخر المقام إلى موضعه اليوم، وكان ملصقا بالبيت وحج بنفسه خلافته كلها إلا السنة الأولى فإنه استخلف على الحج عبد الرحمن بن عوف. وهو