شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ١٢ - الصفحة ٦٤
والله ما كنت لأطيعه في الملا وأعصيه في الخلاء - وعمر يسمع ذلك - فقال: يا أسلم اعرف الباب، ثم مضى في عسه، فلما أصبح قال: يا أسلم امض إلى الموضع، فانظر من القائلة ومن المقول لها؟ وهل لهما من بعل؟
قال أسلم: فأتيت الموضع، فنظرت فإذا الجارية أيم وإذا المتكلمة بنت لها، ليس لهما رجل.
فجئت فأخبرته، فجمع عمر ولده، وقال: هل يريد أحد أن يتزوج فأزوجه امرأة صالحة فتاة لو كان في أبيكم حركة إلى النساء لم يسبقه أحد إليها؟ فقال عاصم ابنه: أنا، فبعث إلى الجارية فزوجها ابنه عاصما، فولدت له بنتا هي المكناة أم عاصم وهي أم عمر بن عبد العزيز بن مروان.
* * * حج عمر فلما كان بضجنان (1) قال لا إله إلا الله العلي العظيم، المعطى ما يشاء لمن يشاء أذكر وأنا أرعى إبل الخطاب بهذا الوادي في مدرعة صوف - وكان فظا يتعبني إذا عملت، ويضربني إذا قصرت - وقد أمسيت اليوم وليس بيني وبين الله أحد ثم تمثل:
لا شئ مما يرى تبقى بشاشته * يبقى الاله، ويؤدي المال والولد لم تغن عن هرمز يوما خزائنه * والخلد قد حاولت عاد فما خلدوا ولا سليمان إذ تجرى الرياح له * والانس والجن فيما بينها يرد أين الملوك التي كانت منازلها * من كل أوب إليها راكب يفد حوض هنالك مورود بلا كذب * لا بد من ورده يوما كما وردوا.

(1) ضنجان: موضع بناحية مكة.
(2) الرياض النضرة 2: 50
(٦٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 223 - من كلام له عليه السلام في شأن عمر بن الخطاب رضي الله عنه 3
2 نكت من كلام عمر وسيرته وأخلاقه 6
3 خطب عمر الطوال 108
4 عود إلى ذكر سيرته وأخباره 112
5 نبذ من كلام عمر 116
6 أخبار عمر مع عمرو بن معد يكرب 118
7 فصل فيما نقل عن عمر من الكلمات الغريبة 120
8 ذكر الأحاديث الواردة في فضل عمر 177
9 ذكر ما ورد من الخبر عن إسلام عمر 182
10 تاريخ موت والأخبار الواردة بذلك 184
11 فصل في ذكر ما طعن به على عمر والجواب عنه 195
12 الطعن الأول: ما ذكروا عنه من قوله عندما علم بموت الرسول عليه السلام، والجواب عن ذلك 195
13 الطعن الثاني: ما ذكروا من أنه أمر برجم حامل حتى نبهه معاذ، والجواب عن ذلك 202
14 الطعن الثالث: ما ذكروا من خبر المجنونة التي أمر برجمها، والجواب عن ذلك 205
15 الطعن الرابع. ما ذكروه من أنه منع من المغالاة في صدقات النساء، والجواب عن ذلك 208
16 الطعن الخامس: ما ذكروه أنه كان يعطى من بيت المال مالا يجوز، والجواب عن ذلك 210
17 الطعن السادس: ما ذكروه أنه عطل حد الله في المغيرة بن شعبة، والجواب عن ذلك 227
18 الطعن السابع: ما ذكروه أنه كان يتلون في الأحكام، والجواب عن ذلك 246
19 الطعن الثامن: ما ذكروه من قوله في المتعة، والجواب عن ذلك 251
20 الطعن التاسع: ما روى عنه في قصة الشورى، وكونه خرج بها عن الاختيار والنص جميعا، والجواب عن ذلك 256
21 الطعن العاشر: ما ذكروه من قولهم: إنه أبدع في الدين مالا يجوز، والجواب عن ذلك 281