شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ١٢ - الصفحة ٧٧
السلام - فقال: أم سليط أحق به فإنها ممن بايع رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانت تزفر لنا (1) [القرب] (2) يوم أحد.
* * * وروى زيد بن أسلم عن أبيه، قال: خرجت مع عمر إلى السوق فلحقته امرأة شابة فقالت: يا أمير المؤمنين هلك زوجي وترك صبية صغارا لا ينضحون كراعا (3) لا زرع لهم ولا ضرع، وقد خشيت عليهم الضيعة وأنا ابنه خفاف بن أسماء الغفاري وقد شهد أبى الحديبية فوقف عمر معها ولم يمض، وقال مرحبا بنسيب قريب! ثم انصرف إلى بعير ظهير (4) كان مربوطا في الدار فحمل عليه غرارتين ملأهما طعاما وجعل بينهما نفقة وثيابا ثم ناولها خطامه وقال: اقتاديه فلن يفنى هذا حتى يأتيكم الله بخير. فقال له رجل: لقد أكثرت لها يا أمير المؤمنين! فقال: ثكلتك أمك! والله لكأني أرى أبا هذه وأخاها، وقد حاصرا حصنا فافتتحاه. فافترقنا، ثم أصبحنا نستقرئ سهماننا فيه.
* * * وروى الأوزاعي أن طلحة تبع عمر ليلة، فرآه دخل بيتا ثم خرج، فلما أصبح ذهب طلحة إلى ذلك البيت فرأى امرأة عمياء مقعدة، فقال لها: ما بال رجل أتاك الليلة؟
قالت: إنه رجل يتعاهدني منذ كذا وكذا يأتيني بما يصلحني، فقال طلحة: ثكلتك أمك يا طلحة! تريد تتبع عمر!.
خرج عمر إلى الشام حتى إذا كان ببعض الطريق، لقيه أمراء الأجناد أبو عبيدة ابن الجراح وأصحابه فأخبروه أن الوباء قد وقع بالشام، فقال لابن عباس ادع لي المهاجرين، فدعاهم فسألهم فاختلفوا عليه، فقال بعضهم خرجت: لأمر ولا نرى أن

(١) تزفر القرب: أي تحمل القرب مملوءة بالماء لنسقي الناس. نهاية ابن الأثير واللسان - زفر.
(٢) من اللسان والنهاية.
(3) الكراع: مستدق الساق: ويقال للضعيف الدفاع عن نفسه: ما ينضح كراعا.
(4) بعير ظهير: قوي.
(٧٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 223 - من كلام له عليه السلام في شأن عمر بن الخطاب رضي الله عنه 3
2 نكت من كلام عمر وسيرته وأخلاقه 6
3 خطب عمر الطوال 108
4 عود إلى ذكر سيرته وأخباره 112
5 نبذ من كلام عمر 116
6 أخبار عمر مع عمرو بن معد يكرب 118
7 فصل فيما نقل عن عمر من الكلمات الغريبة 120
8 ذكر الأحاديث الواردة في فضل عمر 177
9 ذكر ما ورد من الخبر عن إسلام عمر 182
10 تاريخ موت والأخبار الواردة بذلك 184
11 فصل في ذكر ما طعن به على عمر والجواب عنه 195
12 الطعن الأول: ما ذكروا عنه من قوله عندما علم بموت الرسول عليه السلام، والجواب عن ذلك 195
13 الطعن الثاني: ما ذكروا من أنه أمر برجم حامل حتى نبهه معاذ، والجواب عن ذلك 202
14 الطعن الثالث: ما ذكروا من خبر المجنونة التي أمر برجمها، والجواب عن ذلك 205
15 الطعن الرابع. ما ذكروه من أنه منع من المغالاة في صدقات النساء، والجواب عن ذلك 208
16 الطعن الخامس: ما ذكروه أنه كان يعطى من بيت المال مالا يجوز، والجواب عن ذلك 210
17 الطعن السادس: ما ذكروه أنه عطل حد الله في المغيرة بن شعبة، والجواب عن ذلك 227
18 الطعن السابع: ما ذكروه أنه كان يتلون في الأحكام، والجواب عن ذلك 246
19 الطعن الثامن: ما ذكروه من قوله في المتعة، والجواب عن ذلك 251
20 الطعن التاسع: ما روى عنه في قصة الشورى، وكونه خرج بها عن الاختيار والنص جميعا، والجواب عن ذلك 256
21 الطعن العاشر: ما ذكروه من قولهم: إنه أبدع في الدين مالا يجوز، والجواب عن ذلك 281