شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ١٢ - الصفحة ٧٢
والرجال ثلاثة: رجل عاقل يورد الأمور ويصدرها، فيحسن إيرادا وإصدارا، وآخر يشاور الرجال، ويقف عند آرائهم، والثالث حائر بائر لا يأتمر رشدا ولا يطيع مرشدا.
* * * وقال: ما يمنعكم إذا رأيتم السفيه يخرق أعراض النساء أن تعربوا (1) عليه، قالوا:
نخاف لسانه، قال: ذاك أدنى الا تكونوا شهداء.
ورأي رجلا عظيم البطن فقال: ما هذا؟ قال: بركة من الله.
وقال إذا رزقت مودة من أخيك فتشبث بها ما استطعت.
وقال لقوم يحصدون الزرع: إن الله جعل ما أخطأت أيديكم رحمة لفقرائكم فلا تعودوا فيه.
وقال: ما ظهرت قط نعمة على أحد إلا وجدت له حاسدا ولو أن امرأ كان أقوم من قدح لوجدت له غامزا.
وقال إياكم والمدح فإنه الذبح.
وقال لقبيصة بن ذؤيب: أنت رجل حديث السن، فصيح اللسان. وإنه يكون في الرجل تسعة أخلاق حسنة وخلق واحد سيئ فيغلب الواحد التسعة فتوق عثرات (2) السيئات.
وقال يحسب امرئ من الغي أن يؤذى جليسه، أو يتكلف ما لا يعنيه، أو يعيب الناس بما يأتي مثله، ويظهر له منهم ما يخفى عليهم من نفسه.
وقال: احترسوا من الناس بسوء الظن.
وقال في خطبه له: لا يعجبنكم من الرجل طنطنته ولكن من أدى الأمانة وكف عن أعراض الناس فهو الرجل.
وقال: الراحة في مهاجرة خلطاء السوء.

(1) التعريب: أن يتكلم بالكلمة فيفحش فيها أو يخطئ، فيقول له الاخر: ليس كذا ولكنه كذا للذي هو أصوب. كذا فسره صاحب اللسان، وذكر قول عمر.
(2) ب: (عشرات)، وما أثبته من ا.
(٧٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 223 - من كلام له عليه السلام في شأن عمر بن الخطاب رضي الله عنه 3
2 نكت من كلام عمر وسيرته وأخلاقه 6
3 خطب عمر الطوال 108
4 عود إلى ذكر سيرته وأخباره 112
5 نبذ من كلام عمر 116
6 أخبار عمر مع عمرو بن معد يكرب 118
7 فصل فيما نقل عن عمر من الكلمات الغريبة 120
8 ذكر الأحاديث الواردة في فضل عمر 177
9 ذكر ما ورد من الخبر عن إسلام عمر 182
10 تاريخ موت والأخبار الواردة بذلك 184
11 فصل في ذكر ما طعن به على عمر والجواب عنه 195
12 الطعن الأول: ما ذكروا عنه من قوله عندما علم بموت الرسول عليه السلام، والجواب عن ذلك 195
13 الطعن الثاني: ما ذكروا من أنه أمر برجم حامل حتى نبهه معاذ، والجواب عن ذلك 202
14 الطعن الثالث: ما ذكروا من خبر المجنونة التي أمر برجمها، والجواب عن ذلك 205
15 الطعن الرابع. ما ذكروه من أنه منع من المغالاة في صدقات النساء، والجواب عن ذلك 208
16 الطعن الخامس: ما ذكروه أنه كان يعطى من بيت المال مالا يجوز، والجواب عن ذلك 210
17 الطعن السادس: ما ذكروه أنه عطل حد الله في المغيرة بن شعبة، والجواب عن ذلك 227
18 الطعن السابع: ما ذكروه أنه كان يتلون في الأحكام، والجواب عن ذلك 246
19 الطعن الثامن: ما ذكروه من قوله في المتعة، والجواب عن ذلك 251
20 الطعن التاسع: ما روى عنه في قصة الشورى، وكونه خرج بها عن الاختيار والنص جميعا، والجواب عن ذلك 256
21 الطعن العاشر: ما ذكروه من قولهم: إنه أبدع في الدين مالا يجوز، والجواب عن ذلك 281