وخطب عمر، فقال: أيها الناس، إنما كنا نعرفكم والنبي صلى الله عليه وآله بين أظهرنا، إذ ينزل الوحي وإذ ينبئنا الله من أخباركم، الا وإن النبي صلى الله عليه وسلم قد انطلق، والوحي قد انقطع وإنما نعرفكم بما يبدو منكم. من أظهر خيرا ظننا به خيرا وأحببناه عليه من أظهر شرا ظننا به شرا وأبغضناه عليه. سرائركم بينكم وبين ربكم الا انه قد أتى على حين وانا أحسب انه لا يقرا القرآن أحد الا يريد به وجه الله وما عند الله وقد خيل إلى باخرة، ان رجالا قد قرأوه يريدون به ما عند الناس فأريدوا الله بقرائتكم، وأريدوا الله بأعمالكم.
الا وإني لا أرسل عمالي إليكم أيها الناس ليضربوا أبشاركم ولا ليأخذوا أموالكم ولكن أرسلهم إليكم ليعلموكم دينكم وسنتكم، فمن فعل به سوى ذلك فليرفعه إلي لأقتص له، فقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله يقتص من نفسه.
الا لا تضربوا المسلمين فتذلوهم، ولا تمنعوهم حقوقهم فتفقروهم، ولا تنزلوهم الغياض فتضيعوهم.
* * * وقال مرة: قد أعياني أهل الكوفة ان استعملت عليهم لينا استضعفوه وان استعملت عليهم شديدا شكوه! ولوددت انى وجدت رجلا قويا أمينا استعمله عليهم.
فقال له رجل: انا أدلك يا أمير المؤمنين على الرجل القوى الأمين قال: من هو؟ قال:
عبد الله بن عمر، قال: قاتلك الله! والله ما أردت الله بها، لاها الله! لا استعمله عليها ولا على غيرها وأنت فقم فأخرج، فمذ الان لا أسميك إلا المنافق. فقام الرجل وخرج.
وكتب إلى سعد بن أبي وقاص ان شاور طليحة بن خويلد وعمرو بن معديكرب فإن كل صانع اعلم بصنعته، ولا تولهما من أمر المسلمين شيئا.