الكعبة إلى بيت المقدس، بل لو أسقط عن الناس إحدى الصلوات الخمس واقتنع منهم بأربع وذلك لان همم الناس مصروفة إلى الدنيا والأموال، فإذا وجدوها سكتوا، وإذا فقدوها هاجوا واضطربوا ألست ترى رسول الله صلى الله عليه وآله كيف قسم غنائم هوازن على المنافقين وعلى أعدائه الذين يتمنون قتله وموته وزوال دولته فلما أعطاهم أحبوه إما كلهم أو أكثرهم ومن لم يحبه منهم بقلبه جامله وداراه، وكف عن إظهار عداوته والإجلاب عليه ولو أن عليا صانع أصحابه بالمال وأعطاه الوجوه والرؤساء لكان أمره إلى الانتظام والإطراد أقرب، ولكنه رفض جانب التدبير الدنيوي وآثر لزوم الدين وتمسك بأحكام الشريعة، والملك أمر آخر غير الدين فاضطرب عليه أصحابه وهرب كثير منهم إلى عدوه.
وقد ذكرت في هذا الفصل خلاصه ما حفظته عن النقيب أبى جعفر ولم يكن إمامي المذهب، ولا كان يبرأ من السلف ولا يرتضى قول المسرفين من الشيعة ولكنه كلام أجراه على لسانه البحث والجدل بيني وبينه على أن العلوي لو كان كراميا لا بد أن يكون عنده نوع من تعصب وميل على الصحابة وإن قل.
* * * ولنرجع إلى ذكر كلام عمر من خطبته وسيرته.
كتب عمر إلى أبى موسى لما استعمله قاضيا وبعثه إلى العراق من عبد الله أمير المؤمنين عمر إلى عبد الله بن قيس سلام عليك أما بعد فإن القضاء فريضة محكمة وسنة متبعة فافهم إذا أدلى إليك فإنه لا ينفع تكلم بحق لا نفاد له آس (1) بين الناس في وجهك وعدلك ومجلسك حتى لا يطمع شريف في