بربكم قالوا بلى) (١) فلما أشهدهم وأقروا له أنه الرب عز وجل وأنهم العبيد كتب ميثاقهم في رق ثم ألقمه هذا الحجر وإن له لعينين ولسانا وشفتين تشهد لمن وافاه بالموافاة فهو أمين الله عز وجل في هذا المكان فقال عمر: لا أبقاني الله بأرض لست بها يا أبا الحسن.
قلت قد وجدنا في الآثار والاخبار في سيرة عمر أشياء تناسب قوله في هذا الحجر الأسود كما أمر بقطع الشجرة التي بويع رسول الله صلى الله عليه وآله تحتها بيعه الرضوان في عمرة الحديبية لان المسلمين بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وآله كانوا يأتونها فيقيلون تحتها، فلما تكرر ذلك أوعدهم عمر فيها ثم أمر بها فقطعت.
وروى المغيرة بن سويد قال: خرجنا مع عمر في حجة حجها فقرأ بنا في الفجر ﴿ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل﴾ (٢) و ﴿لإيلاف قريش﴾ (٣) فلما فرغ رأى الناس يبادرون إلى مسجد هناك، فقال: ما بالهم؟ قالوا: مسجد صلى فيه النبي صلى الله عليه وسلم والناس يبادرون إليه فناداهم فقال: هكذا هلك أهل الكتاب قبلكم! اتخذوا آثار أنبيائهم بيعا من عرضت له صلاة في هذا المسجد فليصل ومن لم تعرض له صلاة فليمض.
* * * وأتى رجل من المسلمين إلى عمر فقال: إنا لما فتحنا المدائن أصبنا كتابا فيه علم من علوم الفرس، وكلام معجب، فدعا بالدرة فجعل يضربه بها ثم قرأ ﴿نحن نقص عليك أحسن القصص﴾ (4) ويقول ويلك! أقصص أحسن من كتاب الله! إنما هلك