شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ١٢ - الصفحة ٦٦
في بعض الحاجة فلقى الحسين عليه السلام من عبد الله بن عمر فسأله من أين جاء قال استأذنت على أبى فلم يأذن لي، فرجع الحسين ولقيه عمر من الغد، فقال: ما منعك يا حسين أن تأتيني قال: قد أتيتك ولكن أخبرني ابنك عبد الله انه لم يؤذن له عليك فرجعت فقال عمر: وأنت عندي مثله! وهل أنبت الشعر على الرأس غيركم!.
* * * قال عمر يوما، والناس حوله: والله ما أدرى أخليفة أنا أم ملك! فإن كنت ملكا، فقد ورطت في أمر عظيم فقال له قائل: يا أمير المؤمنين إن بينهما فرقا، وإنك إن شاء الله لعلى خير، قال كيف قال: إن الخليفة لا يأخذ إلا حقا ولا يضعه إلا في حق، وأنت بحمد الله كذلك، والملك يعسف الناس ويأخذ مال هذا فيعطيه هذا.
فسكت عمر وقال: أرجو أن أكونه.
* * * وروى مالك عن نافع، عن ابن عمر، أن عمر تعلم سورة البقرة في اثنتي عشرة سنة فلما ختمها نحر جزورا.
وروى أنس قال: كان يطرح لعمر كل يوم صاع من تمر فيأكله حتى حشفه.
* * * وروى يوسف بن يعقوب الماجشون، قال: قال لي ابن شهاب ولأخ لي وابن عم لنا ونحن صبيان أحداث لا تحتقروا أنفسكم لحداثة أسنانكم، فإن عمر كان إذا نزل به الامر المعضل، دعا الصبيان فاستشارهم، يبتغى حده (2) عقولهم.

(1) ب: (قلت): والصواب ما أثبته من ا.
(2) ساقطة من ب.
(٦٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 223 - من كلام له عليه السلام في شأن عمر بن الخطاب رضي الله عنه 3
2 نكت من كلام عمر وسيرته وأخلاقه 6
3 خطب عمر الطوال 108
4 عود إلى ذكر سيرته وأخباره 112
5 نبذ من كلام عمر 116
6 أخبار عمر مع عمرو بن معد يكرب 118
7 فصل فيما نقل عن عمر من الكلمات الغريبة 120
8 ذكر الأحاديث الواردة في فضل عمر 177
9 ذكر ما ورد من الخبر عن إسلام عمر 182
10 تاريخ موت والأخبار الواردة بذلك 184
11 فصل في ذكر ما طعن به على عمر والجواب عنه 195
12 الطعن الأول: ما ذكروا عنه من قوله عندما علم بموت الرسول عليه السلام، والجواب عن ذلك 195
13 الطعن الثاني: ما ذكروا من أنه أمر برجم حامل حتى نبهه معاذ، والجواب عن ذلك 202
14 الطعن الثالث: ما ذكروا من خبر المجنونة التي أمر برجمها، والجواب عن ذلك 205
15 الطعن الرابع. ما ذكروه من أنه منع من المغالاة في صدقات النساء، والجواب عن ذلك 208
16 الطعن الخامس: ما ذكروه أنه كان يعطى من بيت المال مالا يجوز، والجواب عن ذلك 210
17 الطعن السادس: ما ذكروه أنه عطل حد الله في المغيرة بن شعبة، والجواب عن ذلك 227
18 الطعن السابع: ما ذكروه أنه كان يتلون في الأحكام، والجواب عن ذلك 246
19 الطعن الثامن: ما ذكروه من قوله في المتعة، والجواب عن ذلك 251
20 الطعن التاسع: ما روى عنه في قصة الشورى، وكونه خرج بها عن الاختيار والنص جميعا، والجواب عن ذلك 256
21 الطعن العاشر: ما ذكروه من قولهم: إنه أبدع في الدين مالا يجوز، والجواب عن ذلك 281