شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ١٢ - الصفحة ٢٨٥
في النار) مروية مشهورة ولكن على تفسير البدعة بالمفهوم الأول وقول عمر:
((إنها لبدعة) خبر مروي مشهور ولكن أراد به البدعة بالتفسير الثاني والخبر الذي رواه أمير المؤمنين عليه السلام ينفرد هو وطائفته بنقله والمحدثون لا يعرفون ذلك ولا يثبتونه.
فأما إنكاره أن تكون نافلة شهر رمضان صلاها رسول الله صلى الله عليه وآله في جماعة فإنكار لست أرتضيه لمثله، فان كتب المحدثين مشحونة برواية ذلك وقد ذكره أحمد بن حنبل في مسنده غير مرة بعده طرق ورواه الفقهاء ذكره الطحاوي في كتاب (اختلاف الفقهاء) وذكره أبو الطيب الطبري الشافعي في شرحه كتاب المزني وقد ذكره المتأخرون أيضا ذكره الغزالي في كتاب (إحياء علوم الدين) وقال: إن رسول الله صلى الله عليه وآله صلى التراويح في شهر رمضان في جماعة ليلتين أو ثلاثا ثم ترك وقال: أخاف أن يوجب عليكم وأجاز لي الشيخ أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن الجوزي بروايته عن شيخه محمد بن ناصر عن شيوخه ورجاله إن رسول الله صلى الله عليه وآله صلى نافلة شهر رمضان في جماعة يأتمون به ليالي ثم لم يخرج وقام في بيته وصلى الناس فرادى بقية أيامه وأيام أبى بكر وصدرا من خلافة عمر فخرج عمر ليلة فرأى الناس أوزاعا يصلون في المسجد فقال: لو جمعتهم على إمام! فأمر أبي بن كعب أن يصلى بهم فصلى بهم تلك الليلة ثم خرج فرآهم مجتمعين إلى أبي بن كعب يصلى بهم فقال: بدعة ونعمة البدعة! أما إنها لفضل والتي ينامون عنها أفضل.
قال: يعنى قيام آخر الليل فإنه أفضل من قيام أوله.
وأما قول قاضى القضاة إن في التراويح فائدة وهي التشدد في حفظ القرآن والدعاء إلى الصلاة واعتراض المرتضى إياه بقوله الله أعلم بالمصلحة وليس لنا أن نسن ما لم يسنه
(٢٨٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 279 280 281 282 283 284 285 286 287 288 289 » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 223 - من كلام له عليه السلام في شأن عمر بن الخطاب رضي الله عنه 3
2 نكت من كلام عمر وسيرته وأخلاقه 6
3 خطب عمر الطوال 108
4 عود إلى ذكر سيرته وأخباره 112
5 نبذ من كلام عمر 116
6 أخبار عمر مع عمرو بن معد يكرب 118
7 فصل فيما نقل عن عمر من الكلمات الغريبة 120
8 ذكر الأحاديث الواردة في فضل عمر 177
9 ذكر ما ورد من الخبر عن إسلام عمر 182
10 تاريخ موت والأخبار الواردة بذلك 184
11 فصل في ذكر ما طعن به على عمر والجواب عنه 195
12 الطعن الأول: ما ذكروا عنه من قوله عندما علم بموت الرسول عليه السلام، والجواب عن ذلك 195
13 الطعن الثاني: ما ذكروا من أنه أمر برجم حامل حتى نبهه معاذ، والجواب عن ذلك 202
14 الطعن الثالث: ما ذكروا من خبر المجنونة التي أمر برجمها، والجواب عن ذلك 205
15 الطعن الرابع. ما ذكروه من أنه منع من المغالاة في صدقات النساء، والجواب عن ذلك 208
16 الطعن الخامس: ما ذكروه أنه كان يعطى من بيت المال مالا يجوز، والجواب عن ذلك 210
17 الطعن السادس: ما ذكروه أنه عطل حد الله في المغيرة بن شعبة، والجواب عن ذلك 227
18 الطعن السابع: ما ذكروه أنه كان يتلون في الأحكام، والجواب عن ذلك 246
19 الطعن الثامن: ما ذكروه من قوله في المتعة، والجواب عن ذلك 251
20 الطعن التاسع: ما روى عنه في قصة الشورى، وكونه خرج بها عن الاختيار والنص جميعا، والجواب عن ذلك 256
21 الطعن العاشر: ما ذكروه من قولهم: إنه أبدع في الدين مالا يجوز، والجواب عن ذلك 281