شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ١٢ - الصفحة ٢٨٦
الله ورسوله فإنه يقال له: أليس يجوز للانسان أن يخترع من النوافل صلوات مخصوصة بكيفيات مخصوصة وأعداد ركعات مخصوصة ولا يكون ذلك مكروها ولا حراما نحو أن يصلى ثلاثين ركعة بتسليمة واحدة ويقرأ في كل ركعة منها سورة من قصار المفصل أفيقول أحد: إن هذا بدعة لأنه لم يرد فيه نص ولا سبق إليه المسلمون من قبل! فان قال: هذا يسوغ، فإنه داخل تحت عموم ما ورد في فضل صلاة النافلة قيل له والتراويح جائزة ومسنونة لأنها داخلة تحت عموم ما ورد في فضل صلاة الجماعة.
فان قال: كيف تكون نافلة وهي جماعة! قيل له: قد رأينا كثيرا من النوافل تصلى جماعة نحو صلاة العيد وصلاة الكسوف وصلاة الاستسقاء وصلاة الجنازة إذا لم يتعين للمصلى بأن يقوم غيره مقامه فيها.
فأما ما أشار إليه قاضى القضاة من التشدد في حفظ القرآن فهو أنه روى أن عمر أتى بسارق فأمر بقطعه فقال: لم أعلم أن الله أوجب القطع في السرقة ولو علمت لم أسرق فأحلفه على ذلك. وسن التراويح جماعة ليتكرر سماع القرآن على أسماع المسلمين.
وقد اختلف الفقهاء أيما أفضل في نافلة شهر رمضان؟ الاجتماع عليها أم صلاتها فرادى؟ فقال: قوم الجماعة أفضل لان الاجتماع بركة وله فضيلة ولولا فضيلته لم يسن في المكتوبة لأنه ربما يكسل في الانفراد وينشط عند مشاهدة الجمع.
وقال: قوم الانفراد أفضل لأنها سنة ليست من الشعائر كالعيدين فالحاقها بتحية المسجد أولى وقد جرت العادة بأن يدخل المسجد جمع معا ثم لم يصلوا التحية بالجماعة.
وروى القائلون بهذا القول عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال: (فضل صلاة المتطوع في بيته على صلاة المتطوع في المسجد كفضل صلاة المكتوبة في المسجد على صلاته في البيت)
(٢٨٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 279 280 281 282 283 284 285 286 287 288 289 » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 223 - من كلام له عليه السلام في شأن عمر بن الخطاب رضي الله عنه 3
2 نكت من كلام عمر وسيرته وأخلاقه 6
3 خطب عمر الطوال 108
4 عود إلى ذكر سيرته وأخباره 112
5 نبذ من كلام عمر 116
6 أخبار عمر مع عمرو بن معد يكرب 118
7 فصل فيما نقل عن عمر من الكلمات الغريبة 120
8 ذكر الأحاديث الواردة في فضل عمر 177
9 ذكر ما ورد من الخبر عن إسلام عمر 182
10 تاريخ موت والأخبار الواردة بذلك 184
11 فصل في ذكر ما طعن به على عمر والجواب عنه 195
12 الطعن الأول: ما ذكروا عنه من قوله عندما علم بموت الرسول عليه السلام، والجواب عن ذلك 195
13 الطعن الثاني: ما ذكروا من أنه أمر برجم حامل حتى نبهه معاذ، والجواب عن ذلك 202
14 الطعن الثالث: ما ذكروا من خبر المجنونة التي أمر برجمها، والجواب عن ذلك 205
15 الطعن الرابع. ما ذكروه من أنه منع من المغالاة في صدقات النساء، والجواب عن ذلك 208
16 الطعن الخامس: ما ذكروه أنه كان يعطى من بيت المال مالا يجوز، والجواب عن ذلك 210
17 الطعن السادس: ما ذكروه أنه عطل حد الله في المغيرة بن شعبة، والجواب عن ذلك 227
18 الطعن السابع: ما ذكروه أنه كان يتلون في الأحكام، والجواب عن ذلك 246
19 الطعن الثامن: ما ذكروه من قوله في المتعة، والجواب عن ذلك 251
20 الطعن التاسع: ما روى عنه في قصة الشورى، وكونه خرج بها عن الاختيار والنص جميعا، والجواب عن ذلك 256
21 الطعن العاشر: ما ذكروه من قولهم: إنه أبدع في الدين مالا يجوز، والجواب عن ذلك 281