الله ورسوله فإنه يقال له: أليس يجوز للانسان أن يخترع من النوافل صلوات مخصوصة بكيفيات مخصوصة وأعداد ركعات مخصوصة ولا يكون ذلك مكروها ولا حراما نحو أن يصلى ثلاثين ركعة بتسليمة واحدة ويقرأ في كل ركعة منها سورة من قصار المفصل أفيقول أحد: إن هذا بدعة لأنه لم يرد فيه نص ولا سبق إليه المسلمون من قبل! فان قال: هذا يسوغ، فإنه داخل تحت عموم ما ورد في فضل صلاة النافلة قيل له والتراويح جائزة ومسنونة لأنها داخلة تحت عموم ما ورد في فضل صلاة الجماعة.
فان قال: كيف تكون نافلة وهي جماعة! قيل له: قد رأينا كثيرا من النوافل تصلى جماعة نحو صلاة العيد وصلاة الكسوف وصلاة الاستسقاء وصلاة الجنازة إذا لم يتعين للمصلى بأن يقوم غيره مقامه فيها.
فأما ما أشار إليه قاضى القضاة من التشدد في حفظ القرآن فهو أنه روى أن عمر أتى بسارق فأمر بقطعه فقال: لم أعلم أن الله أوجب القطع في السرقة ولو علمت لم أسرق فأحلفه على ذلك. وسن التراويح جماعة ليتكرر سماع القرآن على أسماع المسلمين.
وقد اختلف الفقهاء أيما أفضل في نافلة شهر رمضان؟ الاجتماع عليها أم صلاتها فرادى؟ فقال: قوم الجماعة أفضل لان الاجتماع بركة وله فضيلة ولولا فضيلته لم يسن في المكتوبة لأنه ربما يكسل في الانفراد وينشط عند مشاهدة الجمع.
وقال: قوم الانفراد أفضل لأنها سنة ليست من الشعائر كالعيدين فالحاقها بتحية المسجد أولى وقد جرت العادة بأن يدخل المسجد جمع معا ثم لم يصلوا التحية بالجماعة.
وروى القائلون بهذا القول عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال: (فضل صلاة المتطوع في بيته على صلاة المتطوع في المسجد كفضل صلاة المكتوبة في المسجد على صلاته في البيت)