شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ١٢ - الصفحة ١٦٣
وفي حديثه أنه خطب الناس فقال (أيها الناس لينكح الرجل منكم لمته من النساء ولتنكح المرأة لمتها من الرجال) (1) قال لمة الرجل من النساء مثله في السن ومنه ما روى أن فاطمة عليه السلام خرجت في لمة من نسائها [تتوطأ ذيلها] (2) حتى دخلت على أبى بكر (3).
وأراد عمر بن الخطاب: لا تنكح الشابة الشيخ الكبير ولا ينكح الشاب العجوز وكان سبب هذه الخطبة أن شابة زوجها أهلها شيخا فقتلته.
* * * وفى حديثه أن رجلا أتاه يشكو إليه النقرس فقال: كذبتك الظهائر (4).
قال الظهائر جمع ظهيرة وهي الهاجرة ووقت زوال الشمس.
وكذبتك أي عليك بها وهي كلمة معناها الاغراء يقولون كذبك كذا أي عليك به.
ومنه الحديث المرفوع: [الحجامة على الريق فيها شفاء وبركة] فمن احتجم في يوم الخميس ويوم الأحد كذباك! (5).
أي عليك بهما وإنما أمر عمر صاحب النقرس أن يبرز للحر في الهاجرة ويمشي حافيا ويبتذل نفسه لان ذلك يذهب النقرس.
* * * وفى حديثه أنه قال (من يدلني على نسيج وحده؟) فقال أبو موسى:
ما نعلمه غيرك، فقال: ما هي إلا إبل موقع ظهورها. (6) قال معنى قولهم: (نسيج وحده) أي لا عيب فيه، ولا نظير له أصله من الثوب النفيس لا ينسج على منواله غيره.

(١) الفائق ٢: ١٥٦ (٢) من الفائق.
(٣) الفائق ٢: ٤٧٦ (٤) الفائق ٢: ٤٠٠.
(٥) النهاية لابن الأثير 3: 12 والتكملة من هناك.
(6) الفائق 3: 86.
(١٦٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 158 159 160 161 162 163 164 165 166 167 168 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 223 - من كلام له عليه السلام في شأن عمر بن الخطاب رضي الله عنه 3
2 نكت من كلام عمر وسيرته وأخلاقه 6
3 خطب عمر الطوال 108
4 عود إلى ذكر سيرته وأخباره 112
5 نبذ من كلام عمر 116
6 أخبار عمر مع عمرو بن معد يكرب 118
7 فصل فيما نقل عن عمر من الكلمات الغريبة 120
8 ذكر الأحاديث الواردة في فضل عمر 177
9 ذكر ما ورد من الخبر عن إسلام عمر 182
10 تاريخ موت والأخبار الواردة بذلك 184
11 فصل في ذكر ما طعن به على عمر والجواب عنه 195
12 الطعن الأول: ما ذكروا عنه من قوله عندما علم بموت الرسول عليه السلام، والجواب عن ذلك 195
13 الطعن الثاني: ما ذكروا من أنه أمر برجم حامل حتى نبهه معاذ، والجواب عن ذلك 202
14 الطعن الثالث: ما ذكروا من خبر المجنونة التي أمر برجمها، والجواب عن ذلك 205
15 الطعن الرابع. ما ذكروه من أنه منع من المغالاة في صدقات النساء، والجواب عن ذلك 208
16 الطعن الخامس: ما ذكروه أنه كان يعطى من بيت المال مالا يجوز، والجواب عن ذلك 210
17 الطعن السادس: ما ذكروه أنه عطل حد الله في المغيرة بن شعبة، والجواب عن ذلك 227
18 الطعن السابع: ما ذكروه أنه كان يتلون في الأحكام، والجواب عن ذلك 246
19 الطعن الثامن: ما ذكروه من قوله في المتعة، والجواب عن ذلك 251
20 الطعن التاسع: ما روى عنه في قصة الشورى، وكونه خرج بها عن الاختيار والنص جميعا، والجواب عن ذلك 256
21 الطعن العاشر: ما ذكروه من قولهم: إنه أبدع في الدين مالا يجوز، والجواب عن ذلك 281