شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ١٢ - الصفحة ١١٧
ليس من العقل أن يكون فرشه لبدا ومرقعته طبرية.
وقال: من يئس من شئ استغنى عنه، وعز المؤمن استغناؤه عن الناس.
وقال: لا يقوم بأمر الله الا من لا يصانع، ولا يصارع ولا يتبع المطامع.
وقال: لا تضعفوا همتكم فإني لم أر شيئا اقعد برجل عن مكرمة من ضعف همته.
ووعظ رجلا فقال: لا تلهك الناس عن نفسك، فان الأمور إليك تصل دونهم، ولا تقطع النهار سادرا، فإنه محفوظ عليك، فإذا أسأت فأحسن، فإني لم أر شيئا أشد طلبا، ولا أسرع إدراكا من حسنة حديثة لذنب قديم.
وقال: احذر من فلتات السباب، وكل ما أورثك النبز (1) وأعلقك اللقب، فإنه إن يعظم بعده شأنك يشتد على ذلك ندمك.
وقال: كل عمل كرهت من اجله الموت فاتركه، ثم لا يضرك متى مت.
وقال: أقلل من الدين تعش حرا، واقلل من الذنوب يهن عليك الموت، وانظر في أي نصاب تضع ولدك، فإن العرق دساس.
وقال: ترك الخطيئة أسهل من معالجة التوبة.
وقال: احذروا النعمة حذركم المعصية، وهي أخفهما عليكم عندي.
وقال: احذروا عاقبة الفراغ، فإنه أجمع لأبواب المكروه من السكر.
وقال، أجود الناس من يجود على من لا يرجو ثوابه، وأحلمهم من عفا بعد القدرة، وأبخلهم من بخل بالسلام، وأعجزهم من عجز في دعائه.
وقال: رب نظرة زرعت شهوة، ورب شهوة أورثت حزنا دائما.

(1) النبز: اللقب المعيب، ومنه قوله تعالى: (ولا تنابزوا بالألقاب).
(١١٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 112 113 114 115 116 117 118 119 120 121 122 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 223 - من كلام له عليه السلام في شأن عمر بن الخطاب رضي الله عنه 3
2 نكت من كلام عمر وسيرته وأخلاقه 6
3 خطب عمر الطوال 108
4 عود إلى ذكر سيرته وأخباره 112
5 نبذ من كلام عمر 116
6 أخبار عمر مع عمرو بن معد يكرب 118
7 فصل فيما نقل عن عمر من الكلمات الغريبة 120
8 ذكر الأحاديث الواردة في فضل عمر 177
9 ذكر ما ورد من الخبر عن إسلام عمر 182
10 تاريخ موت والأخبار الواردة بذلك 184
11 فصل في ذكر ما طعن به على عمر والجواب عنه 195
12 الطعن الأول: ما ذكروا عنه من قوله عندما علم بموت الرسول عليه السلام، والجواب عن ذلك 195
13 الطعن الثاني: ما ذكروا من أنه أمر برجم حامل حتى نبهه معاذ، والجواب عن ذلك 202
14 الطعن الثالث: ما ذكروا من خبر المجنونة التي أمر برجمها، والجواب عن ذلك 205
15 الطعن الرابع. ما ذكروه من أنه منع من المغالاة في صدقات النساء، والجواب عن ذلك 208
16 الطعن الخامس: ما ذكروه أنه كان يعطى من بيت المال مالا يجوز، والجواب عن ذلك 210
17 الطعن السادس: ما ذكروه أنه عطل حد الله في المغيرة بن شعبة، والجواب عن ذلك 227
18 الطعن السابع: ما ذكروه أنه كان يتلون في الأحكام، والجواب عن ذلك 246
19 الطعن الثامن: ما ذكروه من قوله في المتعة، والجواب عن ذلك 251
20 الطعن التاسع: ما روى عنه في قصة الشورى، وكونه خرج بها عن الاختيار والنص جميعا، والجواب عن ذلك 256
21 الطعن العاشر: ما ذكروه من قولهم: إنه أبدع في الدين مالا يجوز، والجواب عن ذلك 281