فقال بئس ما صنعت انه منذ كذا وكذا سنه يعاملني بالزائف واصبر عليه وألقيها في بئر كي لا يغر غيري بها وقيل الخلق السيئ هو أن يضيق قلب الانسان عن أن يتسع لغير ما تحبه النفس وتؤثره كالمكان الضيق لا يسع غير صاحبه.
وكان يقال من سوء الخلق أن تقف على سوء خلق غيرك وتعيبه به.
قيل لرسول الله ادع الله على المشركين فقال (إنما بعثت رحمة ولم ابعث عذابا) دعا علي عليه السلام غلاما له مرارا وهو لا يجيبه فقام إليه فقال الا تسمع يا غلام قال بلى قال فما حملك على ترك الجواب قال أمني لعقوبتك قال اذهب فأنت حر.
* * * ومنها الكتمان قال رسول الله صلى الله عليه وآله (استعينوا على أموركم بالكتمان).
وقال السرى علامة الحب الصبر والكتمان ومن باح بسرنا فليس منا.
وقال الشاعر كتمت حبك حتى منك تكرمة * ثم استوى فيك إسراري وإعلاني كأنه غاض حتى فاض عن جسدي * فصار سقمي به في جسم كتماني وهذا ضد ما يذهب إليه القوم من الكتمان وهو عذر لأصحاب السر والإعلان وكان يقال المحبة فاضحة والدمع نمام.
وقال الشاعر:
لا جزى الله دمع عيني خيرا * وجزى الله كل خير لساني