(201) الأصل:
ومن كلام عليه السلام قاله لما اضطرب عليه أصحابه في أمر الحكومة أيها الناس انه لم يزل أمري معكم على ما أحب حتى نهكتكم الحرب وقد والله اخذت منكم وتركت وهي لعدوكم أنهك.
لقد كنت أمس أميرا فأصبحت اليوم مأمورا وكنت أمس ناهيا فأصبحت اليوم منهيا وقد أحببتم البقاء وليس لي أن أحملكم على ما تكرهون * * * الشرح:
نهكتكم بكسر الهاء أدنفتكم وأذابتكم ويجوز فتح الهاء وقد نهك الرجل أي دنف وضني فهو منهوك وعليه نهكه المرض أي اثره الحرب مؤنثة.
وقد اخذت منكم وتركت أي لم تستأصلكم بل فيكم بعد بقية وهي لعدوكم أنهك لان القتل في أهل الشام كان أشد استحرارا والوهن فيهم أظهر ولولا فساد أهل العراق برفع المصاحف لاستؤصل الشام وخلص الأشتر إلى معاوية فاخذه بعنقه ولم يكن قد بقي من قوة الشام الا كحركة ذنب الوزغة عند قتلها يضطرب يمينا وشمالا ولكن الأمور السماوية لا تغالب.
فاما قوله (كنت أمس أميرا فأصبحت اليوم مأمورا) فقد قدمنا شرح حالهم من قبل وأن أهل العراق لما رفع عمرو بن العاص ومن معه المصاحف على وجه المكيدة