ومنها الفقر وهو شعار الصالحين قال رسول الله صلى الله عليه وآله (اللهم أحيني مسكينا وأمتني مسكينا واحشرني مع المساكين).
قال لعلي عليه السلام (إن الله قد زينك بزينة لم يزين العباد بأحسن منها وهب لك حب المساكين فجعلك ترضى بهم اتباعا ويرضون بك إماما).
وجاء في الخبر المرفوع (الفقراء الصبر جلساء الله يوم القيامة).
وسئل يحيى بن معاذ عن الفقر فقال الا تستغنى الا بالله.
وقال أبو الدرداء لان أقع من فوق قصر فأتحطم أحب إلى من مجالسة الغني لأني سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول (إياكم ومجالسه الموتى) فقيل له وما الموتى قال الأغنياء.
قيل للربيع بن خثيم قد غلا السعر قال نحن أهون على الله من أن يجيعنا إنما يجيع أولياءه.
وقيل ليحيى بن معاذ ما الفقر قال خوف الفقر.
وقال الشبلي أدنى علامات الفقير أن لو كانت الدنيا بأسرها لواحد فأنفقها في يوم واحد ثم خطر بباله (لو أمسكت منها قوت يوم آخر) لم يصدق في فقره.
سئل ابن الجلاء عن الفقر فسكت ثم ذهب قليلا وعاد فقال كانت عندي أربعة دوانيق فضه فاستحييت من الله أن أتكلم في الفقر وهي عندي فذهبت فأخرجتها ثم قعد فتكلم في الفقر.
وقال أبو علي الدقاق في تفسير قوله صلى الله عليه وآله (من تواضع لغنى ذهب ثلثا دينه إن المرء بقلبه ولسانه وجوارحه فمن تواضع لغنى بلسانه وجوارحه ذهب ثلثا دينه فان تواضع له مع ذلك بقلبه ذهب دينه كله.