و (شفاء) كما قالوا الغدايا والعشايا وكما قال عليه السلام (مأزورات غير مأجورات) فأتى بالهمز والوجه الواو للازدواج * * * [ذكر بعض أحوال العارفين والأولياء] ثم ذكر العارفين فقال (واعلموا أن عباد الله المستحفظين علمه) إلى قوله (وهذبه التمحيص).
واعلم أن الكلام في العرفان لم يأخذه أهل الملة الاسلامية الا عن هذا الرجل ولعمري لقد بلغ منه إلى أقصى الغايات وابعد النهايات والعارفون هم القوم الذين اصطفاهم الله تعالى وانتخبهم لنفسه واختصهم بأنسه أحبوه فأحبهم وقربوا منه فقرب منهم قد تكلم أرباب هذا الشأن في المعرفة والعرفان فكل نطق بما وقع له وأشار إلى ما وجده في وقته.
وكان أبو علي الدقاق يقول من أمارات المعرفة حصول الهيبة من الله فمن ازدادت معرفته ازدادت هيبته.
وكان يقول المعرفة توجب السكينة في القلب كما أن العلم يوجب السكون فمن ازدادت معرفته ازدادت سكينته.
وسئل الشبلي عن علامات العارف فقال ليس لعارف علامة ولا لمحب سكون ولا لخائف قرار.
وسئل مرة أخرى عن المعرفة فقال أولها الله وآخرها ما لا نهاية له.
وقال أبو حفص الحداد منذ عرفت الله ما دخل قلبي حق ولا باطل وقد أشكل هذا الكلام على أرباب هذا الشأن وتأوله بعضهم فقال عند القوم أن المعرفة توجب