(198) الأصل:
ومن كلام له عليه السلام كلم به طلحة والزبير بعد بيعته بالخلافة وقد عتبا عليه (1) من ترك مشهورتهما والاستعانة في الأمور بهما:
لقد نقمتما يسيرا وأرجأتما كثيرا الا تخبراني أي شئ كان لكما فيه حق دفعتكما عنه أم أي قسم استأثرت عليكما به أو أي حق رفعه إلي أحد من المسلمين ضعفت عنه أم جهلته أم أخطأت بابه.
والله ما كانت لي في الخلافة رغبة ولا في الولاية إربة ولكنكم دعوتموني إليها وحملتموني عليها فلما أفضت إلى نظرت إلى تاب الله وما وضع لنا وأمرنا بالحكم به فاتبعته وما استن النبي (2) صلى الله عليه وسلم فاقتديته فلم احتج إلى رأيكما ولا رأي غيركما ولا وقع حكم جهلته فأستشيركما وإخواني من المسلمين ولو كان ذلك لم ارغب عنكما ولا عن غيركما.
وأما ما ذكرتما من أمر الأسوة فان ذلك أمر لم احكم انا فيه برأيي ولا وليته هوى منى بل وجدت أنا وأنتما ما جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم قد فرغ منه فلم احتج إليكما فيما قد فرغ الله من قسمة وأمضى فيه حكمه فليس لكما والله عندي ولا لغير كما في هذا عتبي.
أخذ الله بقلوبنا وقلوبكم إلى الحق وألهمنا وإياكم الصبر!