فاض دمعي فليس يكتم شيئا * ووجدت اللسان ذا كتمان يقال إن بعض العارفين أوصي تلميذه بكتمان ما يطلع عليه من الحال فلما شاهد الامر غلب فكان يطلع في بئر في موضع خال فيحدثها بما يشاهد فنبتت في تلك البئر شجرة سمع منها صوت يحكى كلام ذلك التلميذ كما يحكى الصدا كلام المتكلم فاسقط بذلك من ديوان الأولياء.
وأنشدوا:
ابدا تحن إليكم الأرواح * ووصالكم ريحانها والراح وقلوب أهل ودادكم تشتاقكم * والى لقاء جمالكم ترتاح وارحمه للعاشقين تحملوا * ثقل المحبة والهوى فضاح بالسر إن باحوا تباح دماؤهم * وكذا دماء البائحين تباح.
وقال الحسين بن منصور الحلاج:
انى لأكتم من علمي جواهره * كي يرى العلم ذو جهل فيفتننا وقد تقدمني فيه أبو حسن * إلى الحسين وأوصى قبله الحسنا يا رب مكنون علم لو أبوح به * لقيل لي أنت ممن يعبد الوثنا ولاستحل رجال صالحون دمى * يرون أقبح ما يأتونه حسنا.
* * * ومنها الجود والسخاء والايثار قال الله تعالى ﴿ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة﴾ (1) وقال النبي صلى الله عليه وآله السخي قريب من الله قريب من الناس