وكف عدوان عدوها وتامين سبل رواحها وغدوها فمتى أعدمها شيئا من ذلك فقد أحقدها (1) بقدر ما أفقدها.
وكان يقال الأسباب التي تجر الهلك إلى الملك ثلاثة أحدها من جهة الملك وهو أن تتآمر شهواته على عقله فتستهويه نشوات الشهوات فلا تسنح له لذة الا اقتنصها ولا راحه الا افترصها.
والثاني من جهة الوزراء وهو تحاسدهم المقتضى تعارض الآراء فلا يسبق أحدهم إلى حق الا كويد وعورض وعوند.
والثالث من جهة الجند المؤهلين لحراسة الملك والدين وتوهين المعاندين وهو نكولهم عن الجلاد وتضجيعهم في المناصحة والجهاد وهم صنفان صنف وسع الملك عليهم فأبطرهم الإتراف وضنوا بنفوسهم عن التعريض للاتلاف وصنف قدر عليهم الأرزاق فاضطغنوا الأحقاد (2) واستشعروا النفاق * * * [الآثار الواردة في العدل والانصاف] قوله عليه السلام: أو أجحف الوالي برعيته قد جاء من نظائره الكثير جدا وقد ذكرنا فيما تقدم نكتا حسنة في مدح العدل والانصاف وذم الظلم والإجحاف وقال النبي صلى الله عليه وآله (زين الله السماء بثلاثة الشمس والقمر والكواكب وزين الأرض بثلاثة العلماء والمطر والسلطان العادل.
وكان يقال إذا لم يعمر الملك ملكه بإنصاف الرعية خرب ملكه بعصيان الرعية.
وقيل لأنوشروان أي الجنن أوقى قال الدين قيل فأي العدد أقوى قال العدل.