عبودية لك فعرفنا حقيقتها بالعفو عنا والاقبال علينا والرفق بنا يا رحيم.
* * * ومنها اللهم إن الرغبات بك منوطة والوسائل إليك متداركة والحاجات ببابك مرفوعة والثقة بك مستحصفة (أي مستحكمة) والاخبار بجودك شائعة والآمال نحوك نازعة والأماني وراءك منقطعة والثناء عليك متصل ووصفك بالكرم معروف والخلائق إلى لطفك محتاجة والرجاء فيك قوى والظنون بك جميلة والأعناق لعزك خاضعة والنفوس إلى مواصلتك مشتاقة والأرواح لعظمتك مبهوتة لأنك الإله العظيم والرب الرحيم والجواد الكريم والسميع العليم تملك العالم كله وما بعده وما قبله ولك فيه تصاريف القدرة وخفيات الحكمة ونوافذ الإرادة ولك فيه ما لا ندريه مما تخفيه ولا تبديه جللت عن الاجلال وعظمت عن التعظيم وقد أزف ورودنا عليك ووقوفنا بين يديك وظننا ما قد علمت ورجاؤنا ما قد عرفت فكن عند ظننا بك وحقق رجاءنا فيك فما خالفناك جرأه عليك ولا عصيناك تقحما في سخطك ولا اتبعنا هوانا استهزاء بأمرك ونهيك ولكن غلبت علينا جواذب الطينة التي عجنتنا بها وبذور الفطرة التي أنبتنا منها فاسترخت قيودنا عن ضبط أنفسنا وعزبت ألبابنا عن تحصيل حظوظنا ولسنا ندعى حجة ولكن نسألك رأفة فبسترك السابغ الذيال وفضلك الذي يستوعب كل مقال الا تممت ما سلف منك إلينا وعطفت بجودك الفياض علينا وجذبت بأضباعنا وأقررت عيوننا وحققت آمالنا انك أهل ذلك وأنت على كل شئ قدير