شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ٥ - الصفحة ٤٦
وكنى رسول الله صلى الله عليه وآله عنه بها ذم (1) اللذات، فقال: (أكثروا من ذكر هاذم اللذات).
وقال أبو العتاهية:
رأيت المنايا قسمت بين أنفس * ونفسي سيأتي بينهن نصيبها (2) فيا هاذم اللذات ما منك مهرب * تحاذر نفسي منك ما سيصيبها.
وقالوا: حلقت به العنقاء، وحلقت به عنقاء مغرب، قال:
فلولا دفاعي اليوم عنك تحلقت * بشلوك بين القوم عنقاء مغرب (3).
وقالوا فيه: زل الشراك عن قدمه، قال:
لا يسلمون العداة جارهم * حتى يزل الشراك عن قدمه (4) أي حتى يموت، فيستغنى عن لبس النعل.
فأما قولهم: (زلت نعله) فيكني به تارة عن غلطه وخطئه، وتارة عن سوء حاله واختلال أمره بالفقر، وهذا المعنى الأخير أراد الشاعر بقوله:
سأشكر عمرا ما تراخت منيتي * أيادي لم تمنن وإن هي جلت (5)

(1) هاذم، بالذال، أي قاطع.
(2) ديوانه 35، وكنايات الجرجاني 49 (3) كنايات الجرجاني 50، وروايته:
إذا ما أبن عبد الله خلى مكانه * فقد حلفت بالحق عنقاء مغرب (4) كنايات الجرجاني 50 (5) معجم الشعراء للمرزباني، ونسبها إلى محمد بن سعد الكاتب التميمي، أمالي القالي 1: 40، ونسبها لبعض الاعراب. وقال أبو عبيد البكري في الآلي: (الشعر لأبي الأسود الدؤلي، وكان عند عمرو بن سعيد العاص، فيينا هو يحدثه إذ ظهركم قميصه من تحت حبته وبه خرق، فلما انصرف بعث إليه بعشرة آلاف درهم ومائة ثوب فقال هذا الشعر. وذكر علي بن الحسين أن الشعر لعبد الله ابن الزبير الأسدي، وأنه أتى عمرو بن أبان، فسأله فقال لوكيله: اقترض لنا مالا، فقال: ما يعطينا التجار، فقال: أربحهم، فاقترض ثمانية آلاف باثني عشر ألفا فهو أول من تعين (أي استقرض بالربا، من العنية)، فقال فيه ابن الزبير: وذكر الأبيات: الآلي 166. وقيل الشعر لإبراهيم بن العباس الصولي، مجموعة المعاني 66، معجم الأدباء 5: 158 - مرجيلوت، ابن خلكان 2: 247. والأبيات أيضا في حماسة أبى تمام - بشرح المرزوقي 4: 1589 من غير نسبة.
(٤٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 ... » »»
الفهرست