وكنى رسول الله صلى الله عليه وآله عنه بها ذم (1) اللذات، فقال: (أكثروا من ذكر هاذم اللذات).
وقال أبو العتاهية:
رأيت المنايا قسمت بين أنفس * ونفسي سيأتي بينهن نصيبها (2) فيا هاذم اللذات ما منك مهرب * تحاذر نفسي منك ما سيصيبها.
وقالوا: حلقت به العنقاء، وحلقت به عنقاء مغرب، قال:
فلولا دفاعي اليوم عنك تحلقت * بشلوك بين القوم عنقاء مغرب (3).
وقالوا فيه: زل الشراك عن قدمه، قال:
لا يسلمون العداة جارهم * حتى يزل الشراك عن قدمه (4) أي حتى يموت، فيستغنى عن لبس النعل.
فأما قولهم: (زلت نعله) فيكني به تارة عن غلطه وخطئه، وتارة عن سوء حاله واختلال أمره بالفقر، وهذا المعنى الأخير أراد الشاعر بقوله:
سأشكر عمرا ما تراخت منيتي * أيادي لم تمنن وإن هي جلت (5)