شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ٥ - الصفحة ٢١٨
آخر الصفوف وعمرو معه، فلما رأى علي عليه السلام ذلك ضحك، وعاد إلى موقفه (1).
قال نصر: وفى حديث الجرجاني أن معاوية قال لعمرو: ويحك! ما أحمقك! تدعوني إلى مبارزته، ودوني عك وجذام والأشعريون!
قال نصر: قال: وحقدها معاوية على عمرو باطنا، وقال له ظاهرا: ما أظنك قلت ما قلته يا أبا عبد الله إلا مازحا! فلما جلس معاوية مجلسه، أقبل عمرو يمشى حتى جلس إلى جانبه، فقال معاوية:
يا عمرو إنك قد قشرت لي العصا * برضاك لي وسط العجاج برازي يا عمرو إنك قد أشرت بظنة * حسب المبارز خطفة من بازي (2) ولقد ظننتك قلت مزحة مازح (3) * والهزل يحمله مقال الهازي فإذا الذي منتك نفسك حاكيا * قتلى، جزاك بما نويت الجازي ولقد كشفت قناعها مذمومة * ولقد لبست بها ثياب الخازي فقال عمرو: أيها الرجل، أتجبن عن خصمك، وتتهم نصيحك! وقال مجيبا له:
معاوي إن نكلت عن البراز * وخفت فإنها أم المخازي (4) معاوي ما اجترمت إليك ذنبا * ولا أنا في الذي حدثت خازي (5)

(1) صفين 311، 312 (2) في صفين:
يا عمرو إنك قد أشرت بظنة * إن المبارز كالجدي النازي ما للملوك وللبراز وإنما * حتف المبارز خطفة للبازي (3) صفين:
* ولقد أعدت فقلت مزحة مازح * (4) صفين:
* لك الويلات فانظر في المخازي * (5) صفين (في التي حدثت بخازي)، بتخفيف الدال في (حدثت).
(٢١٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 213 214 215 216 217 218 219 220 221 222 223 ... » »»
الفهرست