شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ٥ - الصفحة ٢١٣
ابن محرز الباهلي، ونحن معه بأذرح (1): هل رأى أحد منكم شمر بن ذي الجوشن؟
فقال عبد الله بن كبار النهدي وسعيد بن حازم البلوى (2): نحن رأيناه، قال: فهل رأيتما ضربة بوجهه؟ قالا: نعم، قال: أنا والله ضربته تلك الضربة بصفين.
قال نصر: وحدثنا عمرو، قال: قد كان خرج أدهم بن محرز من أصحاب معاوية إلى شمر ابن ذي الجوشن في هذا اليوم، فاخلتفا ضربتين، فضربه أدهم على جبينه، فأسرع فيه السيف حتى خالط العظم، وضربه شمر، فلم يصنع شيئا، فرجع إلى عسكره، فشرب ماء وأخذ رمحا، ثم أقبل وهو يقول:
إني زعيم لأخي هل رأى * أحد منكم شمر بن ذي الجوشن؟
فقال عبد الله بن كبار النهدي وسعيد بن حازم البلوى (2): نحن رأيناه، قال: فهل رأيتما ضربة بوجهه؟ قالا: نعم، قال: أنا والله ضربته تلك الضربة بصفين.
قال نصر: وحدثنا عمرو، قال: قد كان خرج أدهم بن محرز من أصحاب معاوية إلى شمر ابن ذي الجوشن في هذا اليوم، فاختلفا ضربتين، فضربه أدهم على جبينه، فأسرع فيه السيف حتى خالط العظم، وضربه شمر، فلم يصنع شيئا، فرجع إلى عسكره، فشرب ماء وأخذ رمحا، ثم أقبل وهو يقول:
إني زعيم لأخي باهله * بطعنة إن لم أمت عاجله (3) وضربة تحت الوغى فاصله (4) * شبيهة بالقتل أو قاتله ثم حمل على أدهم وهو يعرف وجهه، وأدهم ثابت له لم ينصرف، فطعنه، فوقع عن فرسه، وحال أصحابه دونه، فانصرف شمر وقال: هذه بتلك (5).
قال نصر: وخرج سويد بن قيس بن يزيد الأرحبي من عسكر معاوية يسأل المبارزة، فخرج إليه من عسكر العراق أبو العمرطة قيس بن عمرو بن عمير بن يزيد، وهو ابن عم سويد، وكان كل منهما لا يعرف صاحبه، فلما تقاربا تعارفا، وتواقفا وتساءلا، ودعا كل واحد منهما صاحبه إلى دينه، (6) فقال أبو العمرطة: أما أنا فوالله الذي لا إله إلا هو، لئن استطعت لأضربن بسيفي هذه القبة البيضاء - يعنى القبة التي كان فيها معاوية - ثم انصرف كل واحد منهما إلى أصحابه (7).

(1) أذرح: بلد في أطراف الشام.
(2) صفين: (السلولي).
(3) الطبري: (إن لم أصب).
(4) الطبري: (أو ضربة تحت القنا والوغى).
(5) صفين 303، 304، الطبري 6: 16 (6) صفين: (إلى ما هو عليه).
(7) صفين 304
(٢١٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 208 209 210 211 212 213 214 215 216 217 218 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 58 - من كلام عليه السلام لما عزم على حرب الخوارج وقيل له إن القوم قد عبروا جسر النهروان 3
2 بدء ظهور الغلاة 5
3 طرق الإخبار بالمغيبات 9
4 59 - من كلامه لما قتل الخوارج فقيل له يا أمير المؤمنين هلك القوم بأجمعهم 14
5 الكناية والرموز والتعريض وذكر مثل منها 15
6 الفرق بين الكناية والتعريض 59
7 مقتل الوليد بن طريف الخارجي ورثاء أخته له 73
8 خروج ابن عمرو الخثعمي وأمره مع محمد بن يوسف الطائي 74
9 ذكر جماعة ممن كان يرى رأي الخوارج 76
10 60 - من كلام له عليه السلام في الخوارج 78
11 عود إلى أخبار الخوارج وذكر رجالهم وحروبهم 80
12 مرداس بن حدير 82
13 عمران بن حطان 91
14 المستورد السعدي 97
15 حوثرة الأسدي 98
16 أبو الوازع الراسبي 102
17 عمران بن الحارث الراسبي 103
18 عبد الله بن يحيى والمختار بن عوف 106
19 خطب أبي حمزة الشاري 114
20 أخبار متفرقة عن أحوال معاوية 129
21 61 - من كلام له لما خوف الغيلة 132
22 اختلاف الناس في الآجال 133
23 62 - من كلام له في وصف الدنيا 140
24 63 - من كلام له في الحض على الزهد والاستعداد لما بعد الموت 145
25 عظة للحسن البصري 147
26 من خطب عمر بن عبد العزيز 150
27 من خطب ابن نباتة 151
28 64 من خطبة له في تنزيه الله سبحانه وتقديسه 153
29 اختلاف الأقوال في خلق العالم 157
30 65 - من كلام له كان يقوله لأصحابه في بعض أيام صفين 168
31 من أخبار يوم صفين 175