وقال نصر: وكان لهمدان بلاء عظيم في نصرة علي عليه السلام في صفين، ومن الشعر الذي لا يشك أن قائله علي عليه السلام لكثرة الرواة له:
دعوت فلباني من القوم عصبة * فوارس من همدان غير لئام فوارس من همدان ليسوا بعزل * غداة الوغى من شاكر وشبام (1) بكل رديني وعضب تخاله * إذا اختلف الأقوام شعل ضرام لهمدان أخلاق كرام تزينهم * وبأس إذا لاقوا وحد خصام (2) وجد وصدق في الحروب ونجدة * وقول إذا قالوا بغير أثام متى تأتهم في دارهم تستضيفهم * تبت ناعما في خدمة وطعام جزى الله همدان الجنان فإنها * سمام العدا في كل يوم زحام فلو كنت بوابا على باب جنة * لقلت لهمدان ادخلوا بسلام قال نصر: فحدثني عمرو بن شمر، قال: ثم قام علي عليه السلام بين الصفين، ونادى:
يا معاوية يكررها، فقال معاوية: سلوه ما شأنه؟ قال: أحب أن يظهر لي فأكلمه كلمة واحده. فبرز معاوية ومعه عمرو بن العاص، فلما قارباه، لم يلتفت إلى عمرو، وقال لمعاوية:
ويحك! علا م يقتتل (3) الناس بيني وبينك، ويضرب بعضهم بعضا؟ أبرز إلى، فأينا قتل صاحبه فالامر له. فالتفت معاوية إلى عمرو، فقال: ما ترى يا أبا عبد الله؟ قال: قد أنصفك الرجل، واعلم أنك إن نكلت عنه لم يزل سبة عليك، وعلى عقبك ما بقي على ظهر الأرض عربي. فقال معاوية: يا بن العاص، ليس مثلي يخدع عن نفسه، والله ما بارز ابن أبي طالب شجاع قط إلا وسقى الأرض من دمه، ثم انصرف معاوية راجعا حتى انتهى إلى