شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ٥ - الصفحة ٢١٢
وأجرأ من ليث بخفان مخدر * وأمضى إذا رام الرجال صداما (1).
وقال أيضا يرثيه:
بكى الفتى الأبيض البهلول سنته * عند النداء، فلا نكسا ولا ورعا (2) بكى على مالك الأضياف إذ نزلوا * حين الشتاء وعز الرسل فانقطعا (3) ولم يجد لقراهم غير مربعة * من العشار تزجي تحتها ربعا (4) أهوى لها السيف صلتا وهي راتعة * فأوهن السيف عظم الساق فانجذعا فجاءهم بعد رفد الناس أطيبها * وأشبعت منهم من نام واضطجعا (5) يا فارس الروع يوم الروع قد علموا * وصاحب العزم لا نكسا ولا طبعا (6) ومدرك التبل في الأعداء يطلبه * وإن طلبت بتبل عنده منعا (7) قالوا أخوك أتى الناعي بمصرعه * فانشق قلبي غداة القول فانصدعا ثم ارعوى القلب شيئا بعد طربته * والنفس تعلم أن قد أثبتت وجعا (8) قال نصر: وحدثنا عمرو، قال: حدثني يونس بن أبي إسحاق، قال: قال لنا أدهم

(١) وبعد في صفين:
فلا ترجون ذا أمة بعد مالك * ولا جازرا للمنشآت غلاما وقل لهم لا يرحلوا الأدم بعده * ولا يرفعوا نحو الجياد لجاما (٢) السنة: الوجه، والورع: الجبان.
(3) الرسل: اللبن (4) تزجي: تسوق. والربع، بضم ففتح: ما ولد من الإبل في الربيع.
(5) صفين: (وقد كفى منهم من غاب واضطجعا).
(6) النكس: المقصر عن النجدة.
(7) التبل: الثأر والذحل (8) الطربة: المرة من الطرب، وهو هنا الحزن، ويطلق أيضا على السرور.
(٢١٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 207 208 209 210 211 212 213 214 215 216 217 ... » »»
الفهرست