شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ٥ - الصفحة ٢١٠
إلا اخترت أعسرهما وأنكدهما. اللهم إن تعافينا أحب إلى من أن تبتلينا، اللهم أعط كل رجل منا ما سألك.
فتقدم جندب بن زهير، فبارز أزديا من أزد الشام، فقتله الشامي (1).
قال نصر: وحدثنا عمرو، عن الحارث بن حصين، عن أشياخ الحي أن عتبة بن جويرة (2) قال يوم صفين لأهله وأصحابه: ألا إن مرعى الدنيا قد أصبح هشيما، وأصبح شجرها حصيدا، وجديدها سملا، وحلوها مرا. ألا وإني أنبئكم نبأ امرئ صادق، أنى قد سئمت الدنيا، وعزفت نفسي عنها، ولقد كنت أتمنى الشهادة، وأتعرض لها في كل حين، فأبى الله إلا أن يبلغني هذا اليوم، ألا وإني متعرض ساعتي هذه لها، وقد طمعت ألا أحرمها، فما تنظرون عباد الله من جهاد أعداء الله؟ أخوف الموت القادم عليكم، الذاهب بنفوسكم!
أو من ضربة كف أو جبين بالسيف! أتستبدلون الدنيا بالنظر إلى وجه الله ومرافقة النبيين والصديقين والشهداء والصالحين في دار القرار! ما هذا بالرأي السديد.
ثم قال: يا إخوتاه، إني قد بعت هذه الدار بالدار التي أمامها، وهذا وجهي إليها، لا يبرح الله وجوهكم، ولا يقطع أرحامكم.
فتبعه أخواه عبد الله وعوف، فقالا: لا نطلب ورق (3) العيش دونك، قبح الله الدنيا بعدك! اللهم إنا نحتسب أنفسنا عندك.
فاستقدموا جميعا، وقاتلوا حتى قتلوا (4).

(1) صفين 296، 297، الطبري 6: 15 (2) كذا في ج، وفى ا، ب: (جوير))، وفى صفين: (جويرية)، وفى الطبري: (عقبة بن حديد النمري) (3) صفين والطبري: (رزق الدنيا).
(4) صفين 298، 299، الطبري 6: 15.
(٢١٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 205 206 207 208 209 210 211 212 213 214 215 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 58 - من كلام عليه السلام لما عزم على حرب الخوارج وقيل له إن القوم قد عبروا جسر النهروان 3
2 بدء ظهور الغلاة 5
3 طرق الإخبار بالمغيبات 9
4 59 - من كلامه لما قتل الخوارج فقيل له يا أمير المؤمنين هلك القوم بأجمعهم 14
5 الكناية والرموز والتعريض وذكر مثل منها 15
6 الفرق بين الكناية والتعريض 59
7 مقتل الوليد بن طريف الخارجي ورثاء أخته له 73
8 خروج ابن عمرو الخثعمي وأمره مع محمد بن يوسف الطائي 74
9 ذكر جماعة ممن كان يرى رأي الخوارج 76
10 60 - من كلام له عليه السلام في الخوارج 78
11 عود إلى أخبار الخوارج وذكر رجالهم وحروبهم 80
12 مرداس بن حدير 82
13 عمران بن حطان 91
14 المستورد السعدي 97
15 حوثرة الأسدي 98
16 أبو الوازع الراسبي 102
17 عمران بن الحارث الراسبي 103
18 عبد الله بن يحيى والمختار بن عوف 106
19 خطب أبي حمزة الشاري 114
20 أخبار متفرقة عن أحوال معاوية 129
21 61 - من كلام له لما خوف الغيلة 132
22 اختلاف الناس في الآجال 133
23 62 - من كلام له في وصف الدنيا 140
24 63 - من كلام له في الحض على الزهد والاستعداد لما بعد الموت 145
25 عظة للحسن البصري 147
26 من خطب عمر بن عبد العزيز 150
27 من خطب ابن نباتة 151
28 64 من خطبة له في تنزيه الله سبحانه وتقديسه 153
29 اختلاف الأقوال في خلق العالم 157
30 65 - من كلام له كان يقوله لأصحابه في بعض أيام صفين 168
31 من أخبار يوم صفين 175