شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ٥ - الصفحة ٢٠٢
والحياء، فأخذ لا يصمد لكتيبة إلا كشفها، ولا لجمع إلا حازه ورده (1 فإنه لكذلك إذ مر بزياد بن النضر مستلحما، فقال الأشتر: هذا والله الصبر الجميل، هذا والله الفعل الكريم إلى، وقد كان هو وأصحابه في ميمنة العراق، فتقدم فرفع رايته لهم، فصبروا وقاتل حتى صرع 1)، ثم لم يلبث الأشتر إلا يسيرا كلا شئ حتى مر بهم (2) يزيد بن قيس الأرحبي (3) مستلحما أيضا محمولا، فقال الأشتر: من هذا؟ قالوا: يزيد بن قيس، لما صرع زياد بن النضر دفع رايته لأهل الميمنة، فقاتل تحتها حتى صرع، فقال الأشتر:
هذا والله الصبر الجميل، هذا والله الفعل الكريم، ألا يستحيى الرجل أن ينصرف لم يقتل [ولم يقتل] (3) ولم يشف به على القتل (4)!
قال نصر: وحدثنا عمرو عن الحارث بن الصباح (5)، قال: كان بيد الأشتر يومئذ صفيحة له يمانية، إذا طأطأها خلت فيها ماء ينصب، وإذا رفعها يكاد يغشى البصر شعاعها، ومر يضرب الناس بها قدما، ويقول:
* الغمرات (6) ثم ينجلينا *

(1 - 1) ا صفين (: فإنه لكذلك إذ مر بزياد بن النضر يحمل إلى العسكر، فقال: من هذا؟ قيل:
زياد بن النضر استلحم هو وأصحابه في الميمنة، فتقدم زياد، فتقدم زياد، فرفع لأهل الميمنة رايته، فقاتل حتى صرع).
(2) صفين: (حتى مروا بيزيد بن قيس محمولا).
(3) من صفين، وفى الطبري: (لا يقتل ولا يقتل، ولا يشفى به على القتل) (4) صفين 285، 286، والطبري 6: 12 (5) صفين والطبري: (الحر بن الصباح).
(6) هو مثل، رواه العسكري في الأمثال 2: 97، وقال: الغمرات: الشدائد، يقول: اصبر في الشدائد فإنها تنجلي وتذهب، ويبقى حسن ترك في الصبر عليها، وهو قول الراجز:
تابع إلى شية 7 الغمرات ثم ينجلين * عنا وينزلن بآخرين * شدائد يتبعهن لين * وفى مجمع الأمثل للميداني 2: 58: المثل للأغلب العجلي
(٢٠٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 197 198 199 200 201 202 203 204 205 206 207 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 58 - من كلام عليه السلام لما عزم على حرب الخوارج وقيل له إن القوم قد عبروا جسر النهروان 3
2 بدء ظهور الغلاة 5
3 طرق الإخبار بالمغيبات 9
4 59 - من كلامه لما قتل الخوارج فقيل له يا أمير المؤمنين هلك القوم بأجمعهم 14
5 الكناية والرموز والتعريض وذكر مثل منها 15
6 الفرق بين الكناية والتعريض 59
7 مقتل الوليد بن طريف الخارجي ورثاء أخته له 73
8 خروج ابن عمرو الخثعمي وأمره مع محمد بن يوسف الطائي 74
9 ذكر جماعة ممن كان يرى رأي الخوارج 76
10 60 - من كلام له عليه السلام في الخوارج 78
11 عود إلى أخبار الخوارج وذكر رجالهم وحروبهم 80
12 مرداس بن حدير 82
13 عمران بن حطان 91
14 المستورد السعدي 97
15 حوثرة الأسدي 98
16 أبو الوازع الراسبي 102
17 عمران بن الحارث الراسبي 103
18 عبد الله بن يحيى والمختار بن عوف 106
19 خطب أبي حمزة الشاري 114
20 أخبار متفرقة عن أحوال معاوية 129
21 61 - من كلام له لما خوف الغيلة 132
22 اختلاف الناس في الآجال 133
23 62 - من كلام له في وصف الدنيا 140
24 63 - من كلام له في الحض على الزهد والاستعداد لما بعد الموت 145
25 عظة للحسن البصري 147
26 من خطب عمر بن عبد العزيز 150
27 من خطب ابن نباتة 151
28 64 من خطبة له في تنزيه الله سبحانه وتقديسه 153
29 اختلاف الأقوال في خلق العالم 157
30 65 - من كلام له كان يقوله لأصحابه في بعض أيام صفين 168
31 من أخبار يوم صفين 175