اللسان، ومن زلة الكلم قبل زلة القدم، وهو حسبي ونعم الوكيل ".
الشرح:
في أثناء هذا الاختيار: تضاعيفه، واحدها ثني كعذق وأعذاق. والغيرة: بالفتح، والكسر خطأ. وعقائل الكلام: كرائمه، وعقيلة الحي: كريمته، وكذلك عقيلة الذود. والأقطار:
الجوانب، وأحدها قطر. والناد: المنفرد، ند البعير يند. الربقة: عروة الحبل يجعل فيها رأس البهيمة. وقوله: " وعلى الله نهج السبيل "، أي إبانته وإيضاحه، نهجت له نهجا.
وأما أسم الكتاب ف " نهج البلاغة " والنهج هنا ليس بمصدر، بل هو اسم للطريق الواضح نفسه. والطلاب بكسر الطاء: الطلب. والبغية: ما يبتغي. وبلال كل غلة، بكسر الباء: ما يبل به الصدى، ومنه قوله: أنضحوا الرحم ببلالها، أي صلوها بصلتها وندوها، قال أوس:
كأني حلوت الشعر حين مدحته * صفا صخرة صماء يبس بلالها (1) وإنما استعاذ من خطأ الجنان قبل خطأ اللسان، لان خطأ الجنان أعظم وأفحش من خطأ اللسان، ألا ترى أن اعتقاد الكفر بالقلب أعظم عقابا من أن يكفر الانسان بلسانه وهو غير معتقد للكفر بقلبه، وإنما استعاذ من زلة الكلم قبل زلة القدم لأنه أراد زلة القدم الحقيقية، ولا ريب أن زلة القدم أهون وأسهل، لان العاثر يستقيل من عثرته، وذا الزلة تجده ينهض من صرعته، وأما الزلة باللسان فقد لا تستقال عثرتها، ولا ينهض صريعها، وطالما كانت لا شوى (3) لها، قال أبو تمام:
يا زلة ما وقيتم شر مصرعها * وزلة الرأي تنسي زلة القدم (3)