قال: لما رجعت رسل علي عليه السلام من عند طلحة والزبير وعائشة يؤذنونه بالحرب، قام فحمد الله وأثنى عليه، وصلى على رسوله صلى الله عليه، ثم قال:
أيها الناس، إني قد راقبت هؤلاء القوم كي يرعووا أو يرجعوا، ووبختهم بنكثهم، وعرفتهم بغيهم فلم يستحيوا، وقد بعثوا إلى أن أبرز للطعان، وأصبر للجلاد، وإنما تمنيك نفسك أماني الباطل، وتعدك الغرور. ألا هبلتهم الهبول، لقد كنت وما أهدد بالحرب ولا أرهب بالضرب! ولقد أنصف القارة من راماها (1)، فليرعدوا وليبرقوا، فقد رأوني قديما، وعرفوا نكايتي، فكيف رأوني! أنا أبو الحسن، الذي فللت حد المشركين، وفرقت جماعتهم، وبذلك القلب ألقى عدوى اليوم، وإني لعلى ما وعدني ربى من النصر والتأييد، وعلى يقين من أمري، وفي غير شبهة من ديني.
أيها الناس، إن الموت لا يفوته المقيم، ولا يعجزه الهارب، ليس عن الموت محيد ولا محيص، من لم يقتل مات.
إن أفضل الموت القتل، والذي نفس على بيده لألف ضربة بالسيف أهون من موتة واحدة على الفراش. اللهم إن طلحة نكث بيعتي، وألب على عثمان حتى قتله، ثم عضهني (2) به ورماني.
اللهم فلا تمهله. اللهم إن الزبير قطع رحمي، ونكث بيعتي، وظاهر على عدوى، فاكفنيه اليوم بما شئت.
ثم نزل * * *