ثم قال: " ولئن رجعت عليكم أموركم " أي إن ساعدني الوقت، وتمكنت من أن أحكم فيكم بحكم الله تعالى ورسوله، وعادت إليكم أيام شبيهة بأيام رسول الله صلى الله عليه وآله، وسيرة مماثلة لسيرته في أصحابه، إنكم لسعداء.
ثم قال: " وإني لأخشى أن تكونوا في فترة "، الفترة هي الأزمنة التي بين الأنبياء إذا انقطعت الرسل فيها، كالفترة التي بين عيسى عليه السلام ومحمد صلى الله عليه وآله، لأنه لم يكن بينهما نبي، بخلاف المدة التي كانت بين موسى وعيسى عليهما السلام، لأنه بعث فيها أنبياء كثيرون، فيقول عليه السلام: إني لأخشى ألا أتمكن من الحكم بكتاب الله تعالى فيكم، فتكونوا كالأمم الذين في أزمنة الفترة لا يرجعون إلى نبي يشافههم بالشرائع والاحكام، وكأنه عليه السلام قد كان يعلم أن الامر سيضطرب عليه.
ثم قال: " وما علينا إلا الاجتهاد "، يقول: أنا أعمل ما يجب على (1 من الاجتهاد 1) في القيام بالشريعة وعزل ولاة السوء وأمراء الفساد عن المسلمين، فإن تم ما أريده فذاك، وإلا كنت قد أعذرت.
وأما التتمة المروية عن جعفر بن محمد عليهما السلام فواضحة الألفاظ، وقوله في آخرها:
" وبنا تختم لا بكم " إشارة إلى المهدى الذي يظهر في آخر الزمان. وأكثر المحدثين على أنه من ولد فاطمة عليها السلام. وأصحابنا المعتزلة لا ينكرونه، وقد صرحوا بذكره في كتبهم، واعترف به شيوخهم، إلا أنه عندنا لم يخلق بعد، وسيخلق.
وإلى هذا المذهب يذهب أصحاب الحديث أيضا.
وروى قاضى القضاة رحمه الله تعالى عن كافي الكفاة أبى القاسم إسماعيل بن عباد