الشرح:
الذمة: العقد والعهد، يقول: هذا الدين في ذمتي، كقولك: في عنقي، وهما كناية عن الالتزام والضمان والتقلد. والزعيم: الكفيل، ومخرج الكلام لهم مخرج الترغيب في سماع ما يقوله، كما يقول المهتم بإيضاح أمر لقوم لهم: أنا المدرك المتقلد بصدق ما أقوله لكم.
وصرحت: كشفت. والعبر: جمع عبرة، وهي الموعظة. والمثلات: العقوبات. وحجزه منعه.
وقوله: " لتبلبلن " أي لتخلطن، تبلبلت الألسن، أي اختلطت.
" ولتغربلن " يجوز أن يكون من الغربال الذي يغربل به الدقيق، ويجوز أن يكون من غربلت اللحم، أي قطعته. فإن كان الأول كان له معنيان: أحدهما الاختلاط، كالتبلبل، لان غربلة الدقيق تخلط بعضه ببعض. والثاني أن يريد بذلك أنه يستخلص الصالح منكم من الفاسد، ويتميز كما يتميز الدقيق عند الغربلة من نخالته.
وتقول: ما عصيت فلانا وشمة، أي كلمة. وحصان شموس: يمنع ظهره، شمس الفرس، بالفتح، وبه شماس. وأمر الباطل: كثر.
وقوله: " لقديما فعل " أي لقديما فعل الباطل ذلك، ونسب الفعل إلى الباطل مجازا.
ويجوز أن يكون " فعل " بمعنى " انفعل " كقوله (1):
* قد جبر الدين الاله فجبر * أي فانجبر. والسنخ: الأصل، وقوله: " سنخ أصل " كقوله (2):
* إذا حاص عينيه كرى النوم... * وفي بعض الروايات: " من أبدى صفحته للحق هلك عند جهله الناس "، والتأويل مختلف فمراده على الرواية الأولى - وهي الصحيحة - من كاشف الحق مخاصما له هلك،