أيها الناس، إنما المؤمنون إخوة، ولا يحل لامرئ مال أخيه إلا على طيب نفس، ألا هل بلغت اللهم اشهد.
ألا لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض، فإني قد تركت فيكم ما إن أخذتم به لم تضلوا، كتاب الله ربكم، ألا هل بلغت اللهم اشهد.
أيها الناس، إن ربكم واحد، وإن أباكم واحد، كلكم لآدم وآدم من تراب، إن أكرمكم عند الله أتقاكم، وليس لعربي على عجمي فضل إلا بالتقوى، ألا فليبلغ الشاهد الغائب.
أيها الناس، إن الله قسم لكل وارث نصيبه من الميراث، ولا تجوز وصية في أكثر من الثلث، والولد للفراش وللعاهر الحجر، من ادعى إلى غير أبيه، أو تولى غير مواليه فهو ملعون، لا يقبل الله منه صرفا (1) ولا عدلا. والسلام عليكم ورحمة الله عليكم.
* * * واعلم أن السجع لو كان عيبا لكان كلام الله سبحانه معيبا لأنه مسجوع، كله ذو فواصل وقرائن، ويكفي هذا القدر وحده مبطلا لمذهب هؤلاء. فأما خطبة رسول الله صلى الله عليه وآله هذه فإنها وإن لم تكن ذات سجع، فإن أكثر خطبه مسجوع، كقوله: إن مع العز ذلا، وان مع الحياة موتا، وإن مع الدنيا آخرة، وإن لكل شئ حسابا و لكل حسنة ثوابا، ولكل سيئة عقابا، وإن على كل شئ رقيبا، وأنه لا بد لك من قرين يدفن معك هو حي وأنت ميت، فإن كان كريما أكرمك، وإن كان لئيما أسلمك، ثم لا يحشر إلا معك، ولا تبعث إلا معه، ولا تسأل إلا عنه، فلا تجعله إلا صالحا، فإنه إن صلح أنست به، وإن فسد لم تستوحش إلا منه، وهو عملك.
فأكثر هذا الكلام مسجوع كما تراه، وكذلك خطبه الطوال كلها. وأما كلامه