وحيه ومتجر أوليائه، اكتسبوا فيها الرحمة وربحوا فيها الجنة.
فمن ذا يذمها وقد أذنت ببينها ونادت بانقطاعها، فمثلت لهم ببلائها البلاء [ظ] وشوقت بسرورها إلى السرور (1) راحت بفجيعة وابتكرت بعافية، فذمها رجال يوم الندامة، وحمدها آخرون (2) حدثتهم فصدقوا وذكرتهم فذكروا (3).
فأيها الذام للدنيا، المعتل بغرورها متى استذمت إليك؟ بل متى غرتك؟ أبمصارع آبائك من البلى؟ أم بمضاجع أمهاتك تحت الثرى؟ كم عللت بيدك؟ وكم مرضت بكفك (4) تلتمس له الشفاء، وتستوصف له الأطباء لم تنتفع [فيه] بشفاعتك، ولم تسعف [فيه] بطلبتك (5) مثلت لك الدنيا - ويحك - مضجعك حين لا يغني عنك بكاؤك، ولا ينفع أحباؤك (6).